أحمد حبزبز ذكرناه مرات عديدة، وهو أحد أشهر أشقياء بغداد وظرفائها في نهايات القرن التاسع عشر، ذكرنا سابقا أن أبو هو الملا عليوي، كان أمام مسجد.
المسكين الملا عليوي كان حريص على تغيير حال ابنه، جبره أكثر من مرة على الصلاة بالمسجد ومنها مرة بصلاة العيد، لما وقف أحمد للصلاة وگال: نويت ان أصلي صلاة العيد چفيان شر الملا عليوي، وصارت بعدها مثل عند العراقيين.
مرة جبره يصلي الجمعة، راح أحمد ويه أبوه وبعد الخطبة وگف الملا عليوي إمام بالناس وقرأ الفاتحة وبعدها بدأ يقرأ سورة الكافرون ((قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم)) ولما وصل منتصف السورة بدأ يخطأ ويتلعثم بالقراءة ويعيد الآيات، ومع أنها ست آيات لكن كثير من اللي ما يضبطوها يغلطون بها.. المهم، أحمد انتبه أن أبوه أخطأ وأنه ما يگدر يصحح الخطأ، فصاح عليه من وراه:
هسه انت شجابك على هالگاع الوعرة (الأرض غير المستوية) – حاشى كتاب الله – وگمت تتچبح (تتعثر).. مو عندك جيرانها (إنا أعطيناك الكوثر) عدلة مثل عين الوزة!
فضحك المصلين وبطلت صلاتهم، وطلعوا أحمد حبزبز من الجامع بالقنادر (الأحذية والنعال).
والله حيرة هسه هذي سالفة أحمد حبزبز مال (شجابك على هالگاع الوعرة) لازم نگولها لكم واحد وواحد، وتكرمون كم “قندرة” نحتاج حتى نخلص!
د. فراس محمد