فخر الصناعة الوطنية

يقول أحد البغداديين – والكلام في أربعينيات القرن الماضي – كنت جالس عند أحد الحلاقين بمدخل الصابونچية، وكان بالمحل واحد أجنبي، الصابونچية وحدة من محلات منطقة الميدان، ومثل ما تعرفون بتلك الفترة كان سكان الصابونچية “ناس طيبين أوووي” مثل ما يقول عادل إمام.

الأجنبي عينه على الشارع وتعجب من كثرة “بنات الهوى” المستهترات المديرمات المشلتحات، لدرجة أنه ما تحمل وقال: (هاي شكو هنا… هذوله منين يطلعون .. أشو هذوله بكثر الدود)؟

صاحبنا البغدادي جاوبه وقال له: هنا أكو معمل مال منتجات فنية يدوية تشبه فنون التطريز، وهذا واحد من عشرة معامل تنتج هذا النوع من المصنوعات الوطنية!

سكت الأجنبي شوي، وبعدين قال: بديني أنتم ناس عمليين!

قبل ثلاثة أيام والعالم “المتقدم والمتأخر” يقدم خسائره البشرية والمالية، وفي واحدة من صور تحولات المجتمع العراقي سمعت خبر يروج داخل العراق يقول العراق اخترع – ما أدرى اكتشف – لقاح لفيروس كورونا، الله…. من الفرحة الخبر ذكرني بهذي القصة، أكيد العشرة معامل الوطنية الان أضيف لهم معمل آخر فصاروا 11، واحتمال انا ما متابع الأمور بشكل جيد يمكن صار عندنا عشرات المعامل، لإن النظام الحاكم بالعراق أصحابه ناس “عمليين” خصوصا بالصناعات الوطنية مثل معمل الصابونچية، ويمكن ما يعرفون غيره!

فراس محمد