بداية تأسيس البرلمان العراقي في عشرينيات القرن الماضي كان يضم مجموعة كبيرة من شيوخ العشاير أو أصحاب النفوذ في مناطق العشاير، بغض النظر عن صلاحيتهم لهذا العمل، لكنها مشكلة ما استطاع النظام الملكي تجاوزها حتى نهاية النظام بانقلاب 1958 والسبب في هذا يرجع إلى أن الشيخ أو المتنفذ في المنطقة الانتخابية لا يسمح لغيره بالترشح وبإمكانه إفشال الانتخابات فيها، فسلمت الدولة بهذي الحقيقة وصار طلاب النيابة يتسكعون على أبواب رجال الدولة أمثال نوري السعيد وغيره على أمل الحصول على دعمهم وموافقتهم للترشح المحسومة نتيجته مسبقا، في النهاية المجلس يمشي أموره كم واحد من السياسيين الحقيقيين والباقي مهمتهم يقولون (موافج).
النماذج بعضها كان تحفة، مثل هذا النائب اللي راح زار مدير الناحية بديرته، وقال له: ((ترى اعبيدك “ابنك” فلان خلّص الثانوية – يقصد ابنه شخصيا – وآنا حاير به، ما أدري أسويه دريول “سايق سيارة” لو أدزه للحقوق يصير اوقاتي “محامي”))!
نواب هالأيام بعدهم حايرين بأبنائهم وصعب عليهم الاختيار لو وضعهم يختلف؟!
فراس محمد