نحن مستهدفون!

هــل تعلم ما معنى كلمة «تويتر»؟ هل تعلــم خبث اليهود والغرب في هذه الكلمة؟ طيب اقلب الكلمة.. أصبحت «رتيوت»، لا تعني شيئاً، طيب خذ الحرف الأول والأخير «رت» كذلك لا تعني أي شيء، لم تصب هذه المرة، لكن على كل حال تأكدوا أننا مستهدفون.
هكذا وبكل بساطة يطلق البعض العنان لخياله الواسع عندما يمعن النظر في عناوين المنتجات الغربية التي يستهلكها بنفسه، فيقلب النظر في العبارات التي خطت بلغات أجنبية ليتخيلها حروفاً عربية تتشكل منها كلمات تهين المقدسات الإسلامية كلفظ الجلالة أو اسم النبي صلى الله عليه وسلم أو أسماء الأماكن المقدسة عند المسلمين، ثم تنطلق بعدها حملة الترويج للاكتشاف العلمي والإنجاز العظيم في عالم الفكر والفطنة والاستعداد لمواجهة الأخطار المحدقة من الأعداء، وكشف الدسائس والمؤامرات التي يحيكها أعداء الإسلام للإسلام والمسلمين، والأمثلة على ذلك كثيرة منها تفسير العلامة التجارية لـ»كوكا كولا» بعد قلبها بـ»لا محمد لا مكة»، علماً أنها مكتوبة باللغة الإنجليزية فتقلب وتقرأ بحروف عربية، وكذلك تصور لفظ الجلالة على نوع من أنواع الأحذية الرياضية من خلال الزخارف التي رسمت عليها، والأمثلة على ذلك كثيرة لكنها في النهاية تدل على سذاجة وسطحية من أهدر وقته في إنتاجها.
عندما تطرح قضايا المسلمين بهذا التسطيح فإنها لا تعدو أن تكون صورة من صور الاستخفاف بالعقول، فصاحب الطرح يفترض أن المجتمع سطحي وضحل في التفكير وأن الأمر ينطلي عليه ببساطة، وفي الواقع أنه بطرحه هذا يتهرب من فشله في تشخيص الاستهداف ويعبر عن سذاجته في فهم الآخر، والمشكلة أيضاً أن هكذا أطروحات تلقى رواجاً عند عامة الناس وتنتشر بسرعة البرق فناشرها لا يكلف نفسه بتدبرها خصوصاً بعد الثورة التكنولوجية في مجال الاتصال والتي أتاحت للمستخدم عملية النسخ واللصق السريع، ومع ذلك يستهلك الناشر كل المنتجات الغربية التي يحذر منها ويهاجم من صنعها.
نعم نحن مستهدفون هذا واقع لا ننكره، فالغرب وحتى الشرق لا يريدون من ينافسهم في الاقتصاد والفكر والصناعة وغيرها من جوانب الحياة، ولكنهم لا يستهدفوننا بتفاهات وعبارات، هم يستهدفون ويحاربون في مجال الفكر وتغذيته، يتلاعبون بمناهجنا الدراسية، يسوقون لنا أفكارهم عبر وسائل الاتصال المختلفة، مؤسساتهم تعمل ليل نهار في عقر دارنا، يقابل كل ذلك فشل في المواجهة مع أننا نمتلك فكراً أوصلنا للعالمية في يوم من الأيام، وهو السلاح الوحيد الذي بحوزتنا للمواجهة، إلا أننا فشلنا في العصر الحديث في استخدامه وتسويق بضاعتنا الفكرية التي هي أجود الأنواع المطروحة في العالم، فكانت الهزيمة نتيجة طبيعية.
إذا لم يتصدر أهل الفكر طرح قضايا المسلمين والتعامل معها فسنشهد كل يوم تفسيرات لعبارات وصور تسفه قضايانا وتستخف بعقولنا وتضحك الآخر منا.

بقلم: د. فراس الزوبعي