فشل في حياته الاجتماعية أكثر من مرة، وبالرغم من ازدهار الاقتصاد فشل في حياته العملية، دخل معترك السياسة وخاض انتخابات مجلس النواب وفشل في ثلاث مرات متفرقة، خاض انتخابات نائب الرئيس وفشل أيضاً، وبعد سجل حافل بالفشل أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، كان ذلك إبراهام لينكولن واحد من أنجح ثلاثة رؤساء عرفتهم أمريكا، بمدة رئاسية قصيرة قضى على الحرب الأهلية وأعاد الولايات إلى الاتحاد مرة أخرى، سبب نجاحه العزيمة والإصرار على تحقيق أهدافه وعدم الاستسلام للفشل، لخص تجربته بعبارة واحدة قائلا «لن تفشل إلا إذا انسحبت».
عبارة لينكولن تعد إحدى قواعد النجاح في كل الميادين، الانتخابات في البحرين على الأبواب ويتردد بين بعض الناخبين أن التجربة النيابية فاشلة والانتخابات مضيعة للوقت، كلام قد يتداول بحسن نية لكن من أخرجه وروج له لم يكن حسن النية أبداً، فأعداء البحرين ليس من مصلحتهم نجاح هذه التجربة لأنها تقطع الطريق عليهم، قد تكون التجربة البرلمانية في البحرين دون طموح الكثير، وكذلك كل التجارب الديمقراطية في العالم في مراحلها الأولى يشوبها الخلل، لكن الإصرار على إنجاحها هو من أوصلها إلى ما عليها اليوم، وتجربة البحرين وليدة تلك التجارب وكل ما مطلوب لإنجاحها هو حسن التعامل معها، فإن كانت الانتخابات قد أوصلت بعض من لا يستحق أن يمثل الشعب فذاك نتيجة خيار الناس أنفسهم ولم يفرضوا عليهم فرضاً، ونتائج الانتخابات تأتي تبعاً للوعي الشعبي، والفشل في نتيجة سابقة ليس وصمة عار تدعو للهرب، ومن يقيم ما سبق بالفشل عليه أن يحكم سيطرته على الفشل ليقوده إلى النجاح.
من الإجحاف مقارنة التجربة في البحرين بتجارب فاشلة لا يمكن أن تنهض وتنجح حتى لو كررت كما هو الحال بتجارب أسسها الاحتلال كتجربة العراق على سبيل المثال، فهي تجارب أسست على أخطاء جسيمة ولا يمكن أن تكون مخرجاتها سليمة، كما ليس من الإنصاف أن نقارن التجربة بتجارب مضى عليها مئات السنين مكتسبة خبرتها من أخطاء وفشل عبر التاريخ حتى استقرت، نحن أمام تجربة أسست لتنجح، تهتم قيادة المملكة بها لتجعل منها سلطة تشريعية حقيقية وتتطلع لإنجاحها، لا أن تكون مجرد عنوان دون مضمون، الكرة الآن في ملعب الناخب إن تعامل مع الموضوع بسلبية تاركا التصويت والمشاركة فسيكون كمن استسلم للفشل، وساهم بسكوته بمجيء من يرفضهم ويرى فيهم عدم الكفاءة وسيجعل من الترشح تجارة لكل من هب ودب، وإن اقتطع من وقته دقائق للتصويت لينتخب من يعرفه بغض النظر عن النتيجة سيكون كطالب كرر المحاولة لينجح في الامتحان.
اعتبار المشاركة في الانتخابات مضيعة للوقت هو تحقيق لما يريده الأعداء، وإن قاطعت كتل وأحزاب الانتخابات فلن تضر إلا نفسها وجمهورها ويجب أن لا نقف عندها ولن يفشل إلا من ينسحب.
بقلم: د. فراس الزوبعي