الحوثيون بعيون إيران

عندما وجه مذيع إحدى القنوات الفضائية سؤالاً إلى حسن هاني زاده، رئيس تحرير وكالة مهر الإيرانية، مستغرباً من ربط مستشار خامنئي علي أكبر ولايتي، الحوثيين بحزب الله اللبناني، حيث قال مستشار خامنئي قبل ذلك إن انتصار الحوثيين في اليمن بات وشيكاً وإيران تأمل أن يلعبوا دوراً باليمن كدور حزب الله في لبنان، وأنهم مرتاحون لأخبار الانتصارات القيمة وذكر أن علاقة إيران بالحوثيين تعود إلى بداية الثورة الإيرانية، كما قال إننا مطلعون على أفكار العلامة صدر الدين الحوثي الأب المعنوي للحوثيين؛ كان سؤال المذيع لزاده كيف تساوون بين الاثنين مع أن حزب الله جيرانه إسرائيل، فكان رده أن جيران اليمن أسوأ من إسرائيل.
بالتأكيد زاده يعني ما يقول ويطرح قناعته هو وباقي ملالي طهران، فجيران أتباعهم في اليمن هي السعودية وهي ليست من أصدقاء إيران؛ بل إيران تناصبها العداء ولها في السعودية أطماع، أما جيران أتباعهم في لبنان فهي إسرائيل التي علاقتهم فيها بالسر غير العلن وإيران تحمي أمن إسرائيل وتعمل على الحفاظ على مصالحها وتحمي حدودها في الجنوب اللبناني والجولان بحزب الله ونظام الأسد التابعين لها، وربما يرون إسرائيل الأقرب لهم فكراً وسلوكاً وديناً! وعلى هذا الأساس يكون جارها الجديد (السعودية) أسوأ من إسرائيل.
حرصت إيران على ربط الحوثيين بحزب الله اللبناني بداية من الاسم التجاري لكلا الفصيلين فهي من أطلق اسم «حزب الله» على ميليشيتها في لبنان، وهي من غير اسم ميليشيتها في اليمن من الشباب المؤمن إلى «أنصار الله»، تريد بذلك تهيئة الأذهان إلى أن وضع الحوثيين في اليمن سيكون شبيهاً بوضع حزب الله في لبنان إن لم يكن أفضل.
لكن القضية في اليمن تختلف عنها في لبنان والعراق وسوريا، فمن الممكن أن يكون لهم الضاحية الشمالية في صنعاء على غرار الضاحية الجنوبية في بيروت، ومن الممكن أيضاً أن يكون السلاح الذي بأيديهم أكثر وأقوى من سلاح الدولة أو القبائل والفصائل الأخرى، ومن الممكن أن يحصلوا على مكاسب سياسية كبيرة كالتي حصل عليها حزب الله، ومن الممكن أيضاً أن يدخلوا بالجيش والشرطة بعدد أكبر من حجمهم بكثير، لكن من غير الممكن أن يصلوا في اليمن لكل مفاصل الحياة ويتحكموا بها كما هو حال إخوانهم في لبنان وسوريا والعراق، ليس لأن هناك قوة كبيرة في وجههم لكن طبيعة الأرض والجغرافية تمنع أن يكون لهم سطوة ليتدخلوا في كل التفاصيل ويصلوا كل بيت كما هم في أماكن أخرى.
نعم دور أنصار الله مثل دور حزب الله في نشر الإرهاب والطائفية والفتنة، وليس لكليهما فكر غير فكر إيران لكن يبقى هناك اختلاف كبير بين الوضعين.

بقلم: د. فراس الزوبعي