تفجير كرانة تصعيد أم انتقال لمرحلة أخرى؟

تميز التفجير الإرهابي في منطقة كرانة يوم الجمعة الماضي، والذي استشهد بسببه أحد رجال الأمن، وأصيب ثلاثة آخرون بالإضافة إلى إصابة مدنيين بينهم طفل رضيع، بأنه ثالث تفجير خلال أسبوع واحد، وهذا الأمر دفع بعض الناس إلى القول بأن هذا العمل هو انتقال إلى مرحلة أخرى يستهدف فيها المدنيون، فهل يعد هذا العمل الإرهابي انتقالاً من مرحلة إلى أخرى، أم أنه مجرد تصعيد؟
الواقع أن هذا العمل هو حلقة في سلسلة إجرام ميليشيات إيران في البحرين، وهو لا يختلف كثيراً عن الأعمال السابقة فهو يهدف إلى إشاعة الفوضى من خلال مواجهة رجال الأمن بالسلاح، وإصابة المدنيين في هذا العمل جاءت لأن هذه الميليشيات لا يهمها سلامة المدنيين حتى لو كانوا من سكان المناطق التي تحتضنهم ويمارسون إرهابهم منها، لذلك لا يمكن اعتبار هذه العملية انتقالاً من مرحلة إلى أخرى، إنما هي تصعيد واضح في العمل، هذا التصعيد له أسباب منها خارجية وأخرى داخلية، أما الأسباب الخارجية فترتبط بما يحصل لخلايا إيران في الخليج كخلية حزب الله في الكويت، بالإضافة إلى ما يحصل في اليمن، وأما الأسباب الداخلية فتتلخص في أمرين:
الأول، أن هذه الميليشيات تلقت في الآونة الأخيرة ضربات من قوات الأمن نتج عنها الإمساك بعدد من المطلوبين والمتورطين بأعمال إرهابية، وملاحقة عدد آخر، والتوصل لكشف مجموعات أخرى لم تكن معروفة، لذلك يأتي هذا التصعيد كنوع من الثأر والانتقام، وما يؤكد هذا تناقل بعض وسائل الإعلام الداعمة للإرهاب خروج بعض المسيرات في بعض القرى بعد التفجير، تطالب بإطلاق سراح المطلوبين الذين تم توقيفهم، لتكون هذه رسالة تبين سبب التفجيرات، وهذا من باب العمل بخطين أحدهما يفجر ويقتل وآخر يتظاهر بالسلمية.
أما الأمر الثاني فيتعلق بالجمهور الذي يؤيدهم ويعيش معهم في المناطق نفسها، فالإرهابيون بحاجة إلى دعمهم المستمر من خلال إدامة تشويه صورة رجال الأمن بعيونهم وإشعارهم بأنهم وجدوا للتضييق عليهم وليس لحمايتهم، لأن هذه العمليات لا تحصل إلا في المناطق الحاضنة لهم، وبعد كل عملية يضطر رجال الأمن إلى فرض طوق أمني لساعات معدودة على المنطقة التي حصلت فيها العملية حتى يتمكنوا من متابعة وإلقاء القبض على المتورطين والمشتبه بهم، فتظهر قنوات الفتنة ووسائل الإعلام الداعمة للإرهاب لتطبل وتزمر، وهذا ما حصل بعد تفجير كرانة مباشرة، تركت هذه الوسائل الإعلامية خبر التفجير وبدأت تتحدث عما أسمته مطالبات لفك الحصار عن كرانة، وكأنهم يتحدثون عن حصار عكا!
في نهاية المطاف صعدت هذه الميليشيات من أعمالها أم لم تصعد، فإنها لن تجني من ورائها ما أوهمت به جمهورها والداعمين لها ووعدتهم بتحقيقه.

بقلم: د. فراس الزوبعي