الأسد منتهي الصلاحية!

قبل يومين استخدمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل جملة معبرة عندما تحدثت عن عدم وجود حل سياسي قريب في سوريا، فقالت «لا يمكن أن يكون ذلك لأن بشار الأسد الذي يتحدث عن حل سياسي لم يعد له مستقبل سياسي»، فهل سيبقى الأسد على رأس السلطة أم سيخرج؟
اللاعبون الأساسيون في سوريا هم إيران وروسيا وتركيا وأمريكا، وعدد من الدول في التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، ومن خلال مواقف هذه الدول يمكن استشراف مستقبل بشار الأسد، بالنسبة لتركيا موقفها واضح منذ البداية فهي متيقنة أن بداية الحل في سوريا يكون برحيل الأسد، أما أمريكا فقد بدا موقفها أكثر وضوحاً عندما صرحت قبل أسابيع بأن الأسد يجب أن لا يبقى أكثر في السلطة، وبعد هذا الموقف شنت روسيا حملتها الجوية وظهر موقفها واضحاً أيضا بدعم الأسد، والحفاظ عليه رئيساً، أما إيران فموقفها واضح قبل ذلك وكانوا يرون الأسد خطاً أحمر لا يمكن المساس به، لكن ثمة تبدل بسيط في المواقف حصل بعد أن تبينت ردود الفعل من الحملة الروسية وخصوصاً موقف أمريكا وحلفائها، هذا التبدل وإن كان بسيطاً في ظاهره إلا أنه مهم جداً، وينبئ أن بشار الأسد أصبح منتهي الصلاحية، إيران التي كانت تعتبر الأسد خطاً أحمر ظهر مساعد وزير خارجيتها حسين عبد اللهيان قبل يومين ليقول للعالم عبر أشهر صحيفة بريطانية، إن «إيران لا تعمل على إبقاء الأسد، لكن لا بد أن يكون له دور في أي عملية سياسية ونحن سندعم خيار الشعب السوري»، أما تركيا فظهرت منها تصريحات تبين أنها «مستعدة لقبول بقاء الأسد بطريقة صورية مدة ستة أشهر لمرحلة انتقالية يرحل بعدها»، أما أمريكا فلا تتكلم كثيراً، وتعزز قوتها الجوية بقاعدة «أنجرليك» التركية بطائرات جديدة، وأما روسيا فأعلنت قبل أيام على لسان رئيس وزرائها ديمتري مدفيديف أن «بقاء الأسد رئيساً ليس أمراً مبدئياً»، وبعدها بيومين استدعى بوتين الأسد إلى موسكو وأبلغه أن «تدخل روسيا في سوريا لن يقتصر على الجانب العسكري وسيكون لها دور في التغيير السياسي».
إيران وروسيا يبحثان عن مصلحتيهما في سوريا، ولا تربطهما علاقة قرابة بالأسد، وربما توصلا إلى قناعة بأن الأسد بات الحصان الخاسر، ولا يمكنهما اللعب عليه بعدما انتهت صلاحيته، ولذلك سيبحث كل منهما عن حليف آخر أو سيحاول مسك الأرض كما تحاول إيران فعله، وسيكون ذلك على حساب بقاء الأسد على رأس السلطة التي سيستمر فيها لفترة ترتب روسيا فيها أوضاعها وتأمره بعدها بترك مكانه.
وضع الأسد ومستقبله كان واضحاً حتى قبل الحملة الروسية، وقد أشار له وزير خارجية السعودية عادل الجبير، في آخر يوم من سبتمبر الماضي، عندما صرح للصحافيين في نيويورك بعبارات قليلة قال فيها «لا مستقبل للأسد في سوريا» و»عليه أن يرحل أو يواجه خياراً عسكرياً»، ومن يتابع تصريحات السعوديين يعلم أنهم لا يثرثرون كالإيرانيين.

بقلم: د. فراس الزوبعي