ماذا لو انفجرت القنبلة الموقوتة بوجه ملالي إيران؟

منذ سنة تقريباً وكلما سألت أحداً من المثقفين ومن الذين لديهم خبرة في السياسة من أهل العراق عن رؤيته للحل في بلاده إلا وأحصل على جواب واحد: «ليس لها من دون الله كاشفة» في حين كنت في السابق أسمع حلولاً ووجهات نظر مختلفة ومتعددة، لكن يبدو أن الوضع بلغ من التعقيد درجة أعيت الحكماء، فإيران دخلت في كل مفصل من مفاصل الحياة وأشغلت الناس ليس بحماية أنفسهم منها فقط، بل بحماية أنفسهم وأولادهم من المطر والبرد بعدما تسببت بهجرة ونزوح الملايين منهم وشردتهم في العراء، هي وشركاؤها المتصارعون على المصالح، والحال نفسه ينطبق على سوريا واليمن، واليوم يقف ملالي إيران على قنبلة موقوتة فماذا لو انفجرت بوجوههم؟
لم يضع أحد من البشر هذه القنبلة تحت أرجلهم، بل هي ظاهرة من الظواهر التي جعلها الله في الأرض، فقد صدر مؤخراً تقرير حكومي إيراني يحذر من زلزال مدمر يهدد طهران تبلغ قوته سبع درجات على مقياس ريختر، ويتوقع الخبراء الإيرانيون مصرع الملايين في أول ساعة من وقوعه والسبب الكثافة السكانية فطهران يسكنها (13) مليون نسمة، والبنايات متراصة، وقد أكدت الدراسات أن سبعة صدوع كبيرة تطوق العاصمة الإيرانية بالإضافة إلى عشرات الصدوع الفرعية، قد يحدث كل ذلك وطهران تحتها (11) ألف كيلو متر من أنابيب الغاز وعلى ظهرها مئات محطات الوقود، لأجل ذلك خبراء الجيولوجيا يسمون طهران «القنبلة الموقوتة».
إذا وقع هذا الزلزال، كما يتوقع الخبراء، فلن يكون أثره على ملالي إيران كأثر أي كارثة طبيعية على نظام حاكم، ولن يمر كما مر زلزال «بام» في الجنوب الإيراني عام 2003 الذي قتل (26) ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً، فهذا الزلزال سيأتي و75% من مباني طهران مهترئة بالإضافة إلى مئات المباني عمرها أكثر من مئة عام، وبدل أن ينشغل نظام الملالي ببناء إيران وتعميرها انشغل بالاعتداء على جيرانه واستهلاك ميزانية إيران خارجياً على وهم التوسع واستعادة الإمبراطورية المفقودة، سيأتي الزلزال وإيران تغلي سياسياً من الداخل بالعرب والأذريين وغيرهم من طوائف وقوميات، سيأتي والوضع الاقتصادي نخر إيران وأرهق شعبها، ولذا لن يستطيع الملالي مهما بلغ مكرهم من التعامل مع آثاره كما يتعاملون دوماً مع الكوارث، وربما يكون هذا الزلزال القشة التي تقصم ظهر البعير.
قد تكون تقديرات الخبراء لعدد القتلى في أول ساعة مبالغ فيها لكن مهما كان عددها فلن يكون قليلاً في ظل المعطيات الحالية، وبلا شك سوف يكون عدد المشردين جراء هذا الزلزال هو عدد مقارب للذين شردتهم إيران في العراق وسوريا واليمن، وإذا ما وقع هذا الزلزال فليس من المستبعد أن يكون سبباً في ضعضعة حكم الملالي، ويشغلهم بأنفسهم، فليس لهم القدرة الاقتصادية على مواجهة كارثة متوقعة مثل هذه.

بقلم: د. فراس الزوبعي