في كل مرة يظهر فيها إبراهيم الجعفري وزير خارجية العراق على شاشات الفضائيات يتبادر إلى ذهني سؤال، لماذا لا يبادر سياسيو الصدفة ولصوص «الولي الفقيه» في العراق لعلاج زميلهم الجعفري على نفقة الدولة؟ أليس هذا الشخص أولى من غيره بالعلاج؟ لماذا لم يبحثوا عن طبيب مشهور في جراحة الأعصاب والدماغ ليجد حلاً لدماغ الجعفري أسوة ببواسير زميله النائب خالد العطية التي كبدت خزينة العراق 59 مليون دينار عراقي أي ما يعادل 50 ألف دولار تقريباً، فمشكلة بواسير خالد العطية لم تؤثر على أحد سواه، أما مشكلة دماغ الجعفري فآثارها تضرب بلداً بأكمله، وآخرها حديثه في جامعة الدول العربية.
ليس هذا تجنياً على الرجل فهو مريض قبل أن تأتي به كارثة الاحتلال إلى العراق قادماً من لندن، فهناك استطاع أن يثبت أنه مريض نفسي ونتيجة مرضه كان يحصل على إعانات شهرية من الحكومة البريطانية كونه لا يصلح للعمل، هذا الرجل كلما ظهر متحدثاً كان أضحوكة للمشاهدين وحديثه مادة دسمة لمقدمي البرامج السياسية الساخرة، فالرجل حديثه هرطقة غير مفهومة، فمرة قال: «نحن ننفتح على «داعش» بكل أعضائها كما ننفتح على أي دولة تقدم مساعدة للعراق»، وقبل أيام جمع نسوة عدة في يوم المرأة وبدأ يحدثهن عن المرأة التي تأخذ شهادة «الدكتاتوراه» ربما كان يقصد «الدكتوراه» ويقول لهن أن المرأة «مفاعل» والكثير الذي لا يعد ولا يحصى من هذيان تميز به، لكن آخر موقف له كان في اجتماع جامعة الدول العربية قبل أيام، تسببت بانسحاب الوفد السعودي من الاجتماع، بعدما دافع في كلمته عن عصابات إيران الإرهابية المتمثلة بـ «حزب الله» وميليشيات «الحشد الشعبي»، واتهم من صنفهم بالجماعات الإرهابية بـ «الإرهاب».
هناك من يقول لم لم يبق الوفد السعودي في القاعة ويطرد هذا المعتوه المدافع عن عصابات إيران من الاجتماع خصوصاً وأن جامعة الدول العربية صنفت «حزب الله» جماعة إرهابية؟ ولكن ربما ترك الوفد السعودي لقاعة الاجتماع كان أبلغ فهو رسالة تبين أن العاقل لا يمكن أن يكمل جلسته مع مجنون، وكذلك فيها فرصة لإفساح المجال أمام المجنون ليكمل حديثه ويظهر جنونه للعالم، الحقيقة أن هذا الشخص ألغى الدبلوماسية العراقية، لكن لا بأس فتاريخ العراق كله متوقف الآن وما يفعله الجعفري خارج تاريخه، وهنا أتذكر عندما زرت مقر وزارة خارجية العراق سنة 2000 وكان في مدخل الوزارة جدار علقت عليه صور وزراء الخارجية منذ عهد الملك فيصل الأول وحتى آخر وزير «د. ناجي صبري الحديثي»، وكلما رأيت صورة الجعفري تذكرت هذه الصور وأقول في نفسي كيف لهذا أن يضع صورته مع صورهم، فأولئك سياسيون كبار وهو أقرب ما يكون لشخصية من شخصيات عالم ديزني.
شخصياً لا أتمنى أن يعالج الجعفري «فالمسخرة» التي يؤديها تناسب وضع العراق الحالي وتعبر عن نموذج من احتل بلاد الرافدين.
بقلم: د. فراس الزوبعي