سايس الخيل الذي تحول إلى إمبراطور

مايكل الثالث امبراطور شاب عديم الخبرة تولى حكم الامبراطورية البيزنطية آواخر القرن التاسع خلفا لأمه، واكتشف أنه محاط بالقتلة والمتآمرين وكان بأمس الحاجة لمستشار … مايكل ترك الدنيا كلها وتذكر صديقه باسيليوس المسؤول عن اسطبلات الخيول الملكية، اللي قبلها بسنوات كان سايس خيل تعرف عليه مايكل لما زار أحد الاسطبلات الريفية بمقدونيا وفلت أحد الخيول وهاجم مايكل لكن السايس باسيليوس كان شجاع وانقذ مايكل وسيطر على الحصان، ساعتها مايكل أعجب بالسايس وقرر يعينه مدير الاسطبلات الملكية ويصير صديقه ورفعه من الحضيض وأدخله المدارس وحوله من إنسان ريفي خامل إلى شخص مثقف وأنيق، وختمها بعد ما تولى العرش بتعيينه مستشار أول له مع أن باسيليوس ماله أي علاقة بالسياسة ولا أي خبرة بالحكم.
يعني سالفته سالفة عادل إمام بالزعيم لما يشوف واحد من وزرائه يقول (مش ده اللي كان يحلق لي قبل الثورة)
المهم أن مايكل دربه وعلمه على وظيفته الجديدة وتجاهل نصيحة رجال الدولة اللي قالوا له عين عمك باراداس بهذا المنصب لإن عمه كان داهية وسياسي، لكن مايكل ما قبل إلا أن يثق بصديقه
باسيليوس بدأ يتعلم الوظيفة لكن كانت عنده مشكلة وحيدة وهي الفلوس، ما كان يشبع منها أبدا مايكل ضاعف له راتبه مرة ومرتين وثلاث مرات وحاول يرضيه بأي طريقة وباسيليوس ما يشبع.
عم مايكل باردايس كان قائد الجيوش وبدأ باسيليوس يقنع الامبراطور مايكل أن عمه طموح ويريد يصير الامبراطور بمكان ابن اخوه والنتيجة أن مايكل اقتنع حتى وافق على اغتيال عمه وفعلا بأحد سباقات الخيول تسلل باسيليوس وطعن بارادايس عدة طعنات وقتله
بمرور الوقت ثروة باسيليوس تضخمت وصارت أكثر من ثروة الامبراطور والامبراطورية وصار له حلفاء داخل مجلس الشيوخ
الامبراطور مر بأزمة مالية فطلب من صديقه ومستشاره باسيليوس أن يرجع قسم من الفلوس اللي كان يقترضها من الدولة حتى يعالج الأزمة فرفض ونظر إلى الامبراطور نظرة احتقار وهذي كانت صدمة للامبراطور .. هذا السايس اللي رفعه من الحضيض يتصرف معه بهذي الطريقة.
وبعد أسابيع قليلة صحى مايكل من نومه وهو محاط بالجنود وباسيليوس يراقبهم وهم يطعنوه وبعدها قطع راسه وركبه على راس الرمح وحمل الرمح وركب حصانه وأعلن نفسه امبراطور وبدأ يتجول بطرق المدينة وهو حامل رمحه وعليه راس الامبراطور.
مايكل كان يصنع وحش بيده ويربيه
وهذا ما يفسر لنا ليش السياسيين والتجار الناجحين ما يدخلون العمل بالعلاقات الشخصية والعائلية
توظيف الأقارب والأصدقاء يقلل من السلطة ويكشف بالتدريج خصالهم اللي ممكن تكون مخفية.. ويضييع البلد ويدمره