هذا زمن جواد الخلفة!

جواد الخلفة واحد من أهل الكرخ ببغداد، كان شاعر شعبي اختص بالهجاء، الناس ببغداد يحبوه ويكرموه، لإن الشعراء بذاك الزمن كان لهم قيمة بالمجتمع، هذا الكلام قبل أكثر من 100 سنة.
وجهاء بغداد كانوا أصدقاء جواد الخلفة، طلبوا منه أن يتوقف عن هجاء الناس وانتقادهم وبالمقابل راح يتكفلون بعيشته ومصرفه، وجمعوا له ألف ليرة ذهب وحطوها داخل كيس وسلموها له حتى يبدأ بيها تجارة، ونصحوه يشتغل بتجارة التمن (الرز)، يشتري التمن من طويريج (الهندية) ويبيعه ببغداد.
جواد الخلفة حط الكيس بعبه (داخل ملابسه من جهة صدره) وقرر السفر للهندية حتى يشتري قلم تمن (صفقة)، وراح للشريعة (أشبه بميناء صغير على نهر دجلة تنطلق من المراكب) وراح مع جواد عشرة من الوجهاء اللي اعطوه الفلوس يودعوه.
بهذي الأثناء شافوا واحد من أثرياء بغداد رابط بقرتين بقماش الجبة اللي يلبسها وساحب البقرتين لنهر دجلة حتى يشربهم ماي، البقرتين فلتت من يده وسحلته بالطين وركضت بعيد عنه.
المنظر كان مضحك ومهزلة، جواد الخلفة من شاف هذا المنظر مد يده بعبه وطلع كيس الفلوس ورجعه للوجهاء العشرة (أصدقائه) وقال لهم: عمي أخذوا فلوسكم وروحوا لحال سبيلكم آني هالشكل ناس ما أگدر أعوفهم بدون انتقاد وهجاء.
أصدقائه حاولوا يغيرون رايه لكنه ما التفت لهم وبدأ يقرأ قصيدة هجاء كتبها فورا على هذا الثري صاحب البقرتين.
هسه المشكلة آني محتار أحنا مثل جواد الخلفة لو مثل أبو البقرتين؟
أحسن شي كل واحد يشوف نفسه مسحول وشابع طين وتايهة بقراته، لو يتفرج على المسحول ومطين ويكتب شعر.