أكو اثنين عطالة بطالة (والقصة حقيقية) يگعدون بباب مگبرة الشيخ معروف بالكرخ قبل 100 سنة تقريبا، وما يغيرون مكانهم.. دايما على هالگعدة من الصبح إلى الليل، ودايما حاطين گدامهم تنگة (إناء فخار لحفظ وشرب الماء) قديمة وتالفة وبصفها كومة من نواة التمر ويراقبون الطريق، كل ما مرت جنازة للمگبرة أخدوا نواية من الكومة وحطوها بالتنگة.
أكو واحد من المردة شورية (محتال) اللي يتكسبون من أداء بعض الخدمات بالمقابر ويستقبلون الجنايز من أماكن بعيدة حتى يحصلون شوية حلاوة أو كعك من اللي يوزعوه على روح الميت، انتبه على الشخصين وبدأ يراقبهم وبيوم من الأيام وهو ماشي بعد وحدة من الجنايز وصل لباب المگبرة والتفت عليهم حسب عادته، فشاف أن الگاعد واحد بس والثاني ما موجود، وهذا الواحد من شاف الجنازة شال نواية وحطها بالتنگة، فالمرده شور ترك الجنازة وراح على صاحب التنگة وسأله:
ـ أشوفك اليوم وحدك؟ وين صاحبك؟
ـ صاحبي بالتنگة.
ـ گول غيرها يا معود .. شلون يصير؟
ـ لا دير بال .. كل شي يصير.
ـ زين لا سمح الله إذا أنت تموت منو راح يحط نواتك بالتنگة؟
ـ انت گول؟!
بالله هسه احنا راح يصير لنا 15 سنة كم نوايا حطينا بالتنگة وشگد راح نحط بعد؟ والأهم من هذا كله البلد كله صار بالتنگة .. شوكت نكسر تنگة مستقبلنا هذي ونخلص منها؟