من هالزاغور ما يطلع عصفور

في نيسان 1939 يگول الملا عبود الكرخي رجعت من مظاهرة صارت احتجاجا على ظلم الفرنسيين لاخواننا السوريين في سوريا، فصادفني واحد من أثرياء بغداد وكان من اللي يسكنون جانب الكرخ اشترك ويانا بالمظاهرة، فقال لي وهو متحمس: انا يا كرخي ما أصبر على الضيم، ولا على جور الفرنسيين في جزء من بلادنا العربية وهي سوريا، وانا مستعد امشي للجهاد حتى انصر اخواني السوريين وابذل دمي وما املك في سبيل هذي الغاية.
يگول الكرخي، شكرته على هذا الشعور الطيب وگلت له بارك الله بيك، لكن شكلك كبرت وصحتك ما تساعدك على السفر والجهاد والافضل لو تتبرع بشي من اموالك تساعد المضطهدين بسوريا وهذا اضعف الايمان.
يگول لما شافني اكلمه بجد تلعثم وبدا يتملص، وبعد ما شاف نفسه امام الامر الواقع بدا يفاوض على مبلغ التبرع الى ان نزلت وياه للمية فلس وما حصلت منه شي بعدين، وبعد ما يأست عرفت ان من هالزاغور ما يطلع عصفور.

هسه احنا صارلنا شهر واحنا نشوف الهتافات بالتلفزيون وعلى الفيسبوك وتويتر وكل الناس يعضون اصابع الندم على انتخاب السياسيين الحاليين واللي يهدد بمقاطعة الانتخابات واللي يتحلف بعد ما ينتخب اي وجه من الوجوه الموجودة اللي اشتركت من 2003 حتى اليوم، وتاليها راح يروحون الناس وينتخبون نفس الوجوه والاشكال..
اللي يعرف طبيعة مجتمعنا يعرف ان من هالزاغور ما يطلع عصفور .. المجرمين والحرامية والفاسدين يعرفون هذا طبعا ومتأكدين منه ولذلك كل التهديد والحلفان ما هز شعرة بيهم لغاية اللحظة لان يعرفون بنفسهم باقين.