لعد لو تعرف تكتب اسمك اش كان صرت؟!

ببدايات القرن 19 يعني بدايات الـ 1800 وصل يهودي فلسطيني فقير لبغداد اسمه صالامون، وهذا هاجر يدور على رزقه، وكانت بغداد مفتوحة لكل البشر اللي يدورون على رزقهم.. صالامون أخذ له جولة بسوگ حنون الصغير والكبير وأبو سيفين والطاطران وأبو دودو وغيرها من محلات اليهود، وهو يجدي ويمد يده لهذا وذاك، إلى أن نزل ببناية التوراة وصادق خادم التوراة اللي كان يسمح له يقضي الليل هناك، وبنفس الوقت تعرف على الحاخامات الموجودين وشلع گلبهم بالمراجعات كل يوم يروح لهم يتوسل يشوفون له شغل، مرت أسابيع وصالامون يگضي النهار بالجدية والليل بالنوم بالتوراة، إلى أن بيوم تمرض خادم التوراة واشتد عليه المرض ومات، فشاف صالامون أن هذي الفرصة ما تتعوض وراح للحاخامات وگال لهم: أفدالكم شي يصير لو تسووني خادم التواراة؟ فاجتمع المجلس الروحاني وقرروا استخدامه وكتبوا نسختين من عقد الاستخدام، ونادوا صالامون وگالوا له احنا وافقنا وهذا العقد وقع عليه.. فارتبك صالامون لأنه كان أمي وگال ليش هو آني أعرف أكتب اسمي حتى أقرا هذا وأوقع عليه؟! گالوا له لعد ألزم الباب مالك شغل يمنا.. قدر الله أن هذي الفترة كانت سيول الهجرة تتوجه لأمريكا وصار صالامون قطرة بهذا السيل اللي أخذه إلى نيويورك، ولأنه مثل باقي اليهود يعرف أبجديات التجارة اشتغل بأعمال بسيطة، وبعد فترة بسيطة الله فتحها عليه وصار عنده معمل والمعمل جر معامل وصار عنده دوائر وكتاب وعمال بالآلاف.. وبيوم وصله صك بمبلغ كبير جدا لكن الصك محرر باسمه مو باسم الشركة فدز الموظف المعتمد عنده للبنك كالمعتاد، إلا أن امين الصندوق گال لموظف هذا الصك باسمه شخصيا ولازم هو يحضر للتوقيع.. راح المستر صالامون للبنك وقدم له الموظف الصك وگال له تفضل اكتب اسمك ووقع.. فضحك وگال له بس آني أمي لا أقرا ولا أكتب وما أعرف أوقع، فبهت الموظف وگال له هاي انت ما تعرف تكتب اسمك وتملك هلگد فلوس لعد لو تعرف تكتب اسمك اش كان صرت؟! فجاوبه فورا وگال له: كان صرت خادم التوراة ببغداد!

الحمد لله خلصنا من ذاك الزمان.. والأحوال تغيرت ببغداد، وصارت المدينة تعرف قدر الأميين والجهلة بحيث صارت مرتع لهم، وتشيلهم على راسها وتخليهم بأعلى المناصب، لا وتسمح لهم يقودون البلد كله.. خلي الفلوس تفيد صالامون.. لو صابر 200 سنة كان صار سياسي يملك مليارات أحسن من تاجر يملك مليارات.

اتركونا من هذا الكلام.. بالنسبة للهجرة لأمريكا أكو أحد منكم يعرف طريقة سريعة ومضمونة!