مــا أثوووور!

بالثلاثينات إذا تطلع من الميدان باتجاه باب المعظم ببغداد بعد ما تتعدى گهوة البلدية بشويه، تجيك گهاوي اثنين الصغيرة على اليمين والكبيرة على اليسار، هذين الگهوتين كانت نوادي الحشيش وملتقى الحشاشين أيامها، يگعدون هناك ويدخنون “الچرس” يعني الحشيش، ويسموه الچرس لإن بالهند هذا اسمه ومن هناك يستورد، وبس يبدون بالتدخين تبدي عندهم عمليات التفكير “العميق” المعروفة باسم “دالغة” فإذا شفت واحد منهم ضارب دالغة أعرف أن هذا داخل المختبر وحاليا گاعد يفكر بعمق لدرجة ان الإنسان العادي ما يگدر يوصل مراحل التفكير اللي عندهم.. مرة من المرات واحد گاعد يدخن وضرب الدالغة المضبوطة بحيث نص ساعة استكان الچاي يمه ما يدري عنه وما شرب منه شربة وحدة، وفجأة صاح بعلو صوته: مـــا أثوووور.. اخترعوا الناس من صوته، وتقدم عليه واحد وسأله: يابه شبيك شنو ما أثور؟ گال له أفندي هذي دالغة.. گال له هاااا… يابة سولف لي وين شفت نفسك؟ گال له شفت نفسي طبقة كبيرة مال صفر (نحاس) ومحصورة بين طبقات النحاس بسوگ الصفافير! وفجأة دخلت هيئة مبايعات الجيش لسوگ الصفافير واشتروا النحاس وحملونا لمعمل العتاد بالقلعة وهناك أول شي دخلونا بمكينة گطعتنا قطع صغار بحجم الفلسين بعدين دخلونا بمكينة ثانية ضيقونا وصرنا مثل الكشتبان (أسطوانة صغيرة يدخل فيها الإصبع تستخدم بالخياطة اليدوية) بعدين طولونا.. طولونا إلى أن صرنا قوانات مال فشگ (طلقات رصاص) بعدين ملونا بارود وحطوا بحلگ كل واحد مننا رصاصة فصرنا فشگ مال موزر (بندقية) إلى أن وصلت هيئة التفتيش واختارتني من بين كل الفشگ حتى يسوون التجربة وحطوني بالبندقية وسدوا عليه السرگي وصوبوني على الهدف ولما شعرت انهم راح يطلقوني صحت ما أثور، وطلعت من الدالغة وإذا آني گاعد وياكم بالگهوة.

هسه عندي لكم خبرين، الأول هذي الگهاوي سدوها وبعد ماكو چرس (حشيش) لإن الحشيش حرام واحنا دولة إسلامية يحكمها الإسلاميين والحمد لله، هسه عندنا كل أنواع المخدرات فلوسها أحسن وتأثيرها أحسن، لإن مثل ماشفتوا الچرس يطور مهارات التفكير فقط وهذي محدوده أما المخدرات فتاخذ الإنسان لعالم النجوم يعني راح نتقدم على العالم بسبب فطاحل التعاطي الجدد، الخبر الثاني الناس العاديين بالعراق وحتى خارج العراق يعيشون حياتهم اليومية وحالتهم مثل حالة هذا أبو ما أثور طبعا بدون تدخين الچرس، لإن النظام الحاكم بالعراق تفضل مشكورا بتهيئة أجواء حياتية يصبح الحليم فيها حيرانا، وهذي الدالغة يضربها أي عراقي طول ما هو صاحي ومو نايم بدون تعاطي حفاظا على عقله من الضياع حتى يگدر يكمل حياته.. أهم شي ما يدخل واحد على الخط ويخليك تصيح مــا أثوووور، وتشوف نفسك بعدك عراقي.