من خسوس المجنون

المرحوم الملا عبود الكرخي كان يحرص بين فترة وأخرى على زيارة الأب أنستاس ماري الكرملي، أحد أشهر علماء اللغة العربية في العراق وكان يتقن بالإضافة للغة الأم عشر لغات أخرى، بأحد لقاءات الكرخي به كانوا يتحدثون عن لغة الدواوين (المخاطبات الحكومية بين الدوائر) بالعهد العثماني، وذكر الكرخي محتوى كتاب رسمي اطلع عليه، صادر من رئيس بلدية أحد أقضية العراق، بخصوص واحد مجنون يؤذي الناس بالطريق، يطالب رئيس البلدية المسؤولين بإدخال المجنون إلى مستشفى الامراض العقلية وإبعاده إلى خارج حدود القضاء، حتى يخلص الناس من شره وأذاه، فكتب هذا الكتاب بالحرف الواحد:

((إلى جناب أخي (فلان)، من خسوس المجنون يتعرض الأناس على قارعة التريك، أرجو أخذ وإرسال مستشفى المجانين ودمتم خارج الحدود)).. فضحك الكرملي على هذا الكتاب، وقال للكرخي: رئيس البلدية ما عليه عتب لأنه تركي لكن ما بالك بالموظفين العرب هالأيام وهم يكتبون خطابات تضحك؟!

مدري ليش جاي على بالي وآني أشوف الوضع بالعراق وحال السياسيين وتوابعهم المهدودين بالبلد أكتب خطاب رسمي لترامب – حتى لو مخربط مثل مال رئيس البلدية – باعتبار ترامب المسؤول الأول لإن اللي جابهم سلف سلفه…. أكتب كتاب رسمي يكون مطلعه ((إلى جناب أمير الروم سعادة معالي جلالة المغوار ترامب، من خسوس الــــ………………………………………………………………..)) ممكن تساعدوني وتكتبون المحتوى لكن لا تنسون نكتب بالخاتمة ((ودمتم خارج الحدود)) لإن تبين هذي مهمة وبدونها راح يبقون بقارعة التريك.