لا يا ابن المليعين!

لما صار الفرهود ببغداد بيوم 1 حزيران 1941 واللي استهدف يهود بغداد وبيوتهم بعد سقوط حكومة رشيد عالي الگيلاني اللي جاءت نتيجة الانقلاب أو ما يعرف بالعراق بدگة رشيد عالي، بذاك اليوم هجم الرعاع على بيوت اليهود ببغداد ونهبوها، واشترك وياهم واحد جاي من العرب من خارج بغداد اسمه جريمط كان جاي لبغداد وشاف الأحداث وما حب يفوته شي، أما اللي نهبه جريمط فكان جهاز راديو، أخذه وهو ما يعرف أصلا شنو هذا، لكن لما رجع لبيت الناس اللي نازل ضيف عندهم فهموه أن هذا راديو يتكلم ويغني ويخطب ويقرأ القرآن وجربوه وشافه، ففرح بهذي الغنيمة اللي بعمره ما شايف مثلها، أخذ الراديو ورجع لديرته، فشافوه ربعه وسألوه، ها جريمط.. شجايب وياك؟ گال لهم: اسكتوا.. اسكتوا، الله حظاني بالشيطان وجبته، وبدأ يسولف لهم عن قدرات الجهاز وشلون يسولف ويغني، وهو يحرك مفاتيح الراديو على أمل يسمعهم اللي سمعه ببغداد، لكن الراديو ما تنفس ولا نفس لإن لا باتريات ولا مربوط على الكهرباء شلون بعد يشتغل، فبقى ساكت.. لما عجز جريمط وما گدر يشغله راح جاب مگواره وكسر الراديو وسواه قطع صغيرة وهو يگول للراديو: لا يا ابن المليعين.. انت مثل الديچ ما يعوعي إلا فوگ مزبلة أهله!

نفهم من كلام جريمط أن احنا مشكلتنا بالعراق سببها الراديو.. عفوا الديچ، لإن صار 15 سنة وكل الموجودين ما يعوعون إلا على مزابل أهلهم – وياريتهم لو يعوعون عدل إلا واحدهم ديچ مراهق –

لا احنا اللي كل واحد ماخذ گاعه وديرته ومزبلتها وياها حتى ديچه يعوعي عليها ويگعد الناس الصبح مثل باقي العالم ولا محصلين ديچ يعوعي للكل، يعني السالفة بسيطة بس يحتاج لنا ديچ يعوعي بكل مكان أو نربط الديچ الموجود على كهرباء 11 ألف فولت، بلكي يفحم مثل ما جريمط ضرب الراديو بالمگوار.

د. فراس محمد