بفترة الثلاثينيات والأربعينيات كانت الصحف تصدر بإجازة من دائرة بوزارة الداخلية، وطبعا عندهم شروط منها أن الجريدة لازم ترسل كل عدد يصدر بانتظام للدائرة القانونية المختصة، فاضل قاسم راجي الصحافي البغدادي كان عنده جريدة ساخرة اسمها قزموز صدرت بالأربعينيات، وطبعا بذاك الوقت الجرايد يديرها واحد اثنين بمكتب صغير لكنهم كانوا أصحاب همة… يظهر أن فاضل قاسم راجي نسى يدز النسخ بانتظام للدائرة القانونية فصادف أن التقى مع مدير الدائرة القانونية فلما شافه لامه بشدة لأنه ما ملتزم بإرسال الأعداد، فاعتذر فاضل وگال له: (والله يا بيگ هذا من تقصير الإدارة بالجريدة عندي)، فاضل لما گال هذا الكلام ما كان وحده ، وكان صديقه الأستاذ الفضلي يمشي وياه ولما سمع عذره ضحك، وتقرب منه وگال له: ولك هي ملعون.. إدارة شنو.. هو جريدتك إدارتها آخرها الجنطة اللي تشيلها وهسه هي بيدك، ودائرتك اللي تداوم بيها شارع الأكمكخانه (شارع المتنبي) والسراي اللي انت رايح جاي بيه تذرعه يوميه، بعد ما تگلي التقصير من يجي!
عاد سمعت أن رئيس الوزراء ناوي اليوم يقيل قائد عمليات البصرة ويغيره بواحد ثاني لأنه مقصر.. هسه احنا كلنا ولد الگرية وكلمن يعرف أخيّه، من راح يبدله بواحد ثاني منين راح يجيبه ليش هي إدارته شبيها غير الجنطة اللي كلهم يشيلوها بيدهم راح يمد يده بيها وبالنهاية أي واحد يسحبه يطلع لو تابع لحزب لو لميليشيا، عندهم غير هذي الجنطة جنطة الطائفية والمحاصصة اللي شايليها من 2003؟!
الله يرحمك فاضل ما أدري سلم الأعداد لمدير الدائرة القانونية بانتظام وره ما عاتبه البيگ لو إدارته بقت مقصرة!
د. فراس محمد