جريدة الغول كانت تصدر باللاذقية بسوريا، في الثلاثينيات نشرت مقال ذكرت فيه قصة واحد كان يمشي بطريق سفر وخلص زاده وجاع لدرجة أنه ما يگدر يمشي، فتذكر عنده صديق بإحدى القرى القريبة وقرر يتحمل ويمشي باتجاه قرية صديقه وهناك ياكل ويشبع ويتزود من جديد ويرجع يكمل طريقه.
فعلا وصل واستقبله صديقه بحرارة وترحاب، وبعد الهلا والمرحبا تركه ودخل للبيت، وصاحبنا توقع أن صديقه دخل يحضر الأكل، بعد شوي رجع وجايب وياه عود وگال لصاحبه اسمع هذا نغم الصبا! سمعه وگال له: عال.. جميل جدا، گال لعد اسمع هذا نغم الحجاز وهذا به عدة أنغام أهمها الشاهناز.. سمعه وگال: عال.. عال، گال له: لعد ركز على هذا النهاوند ومنه يطلع العجم! عال .. عال .. عال، گال له: وهذا السيگاه والأتراك يسموه هزام.. والله جميل.. خوش لعد إذا تعجبك اسمع هذا نغم الحسيني! لا شلت يداك… وبعدين؟ بعدين اسمع هذا البنجگاه.. وهذا البيات… بعدها استراح … وبعد الاستراحة گال لصديقة اللي هلك من الجوع، ها هسه يا نغم تحب أسمعك؟! گال له مولانا.. سمعني نغمة الخواشيگ (الملاعق)!
هسه احنا مشينا أكثر من 15 سنة هلكنا من الجوع والتعب والدمار، وناس تسمعنا مقام الديمقراطية وحرية الاختيار اللي يتفرع منها أنغام (أواعدك بالوعد واسگيك يا كمون) ونغمة (هسه أحسن من گبل)، وناس غيرهم يسمعونا مقام الشرفاء اللي يتفرع منه نغم (تتذكرون أيام النظام الوطني) – وما اعرف شنو يقصدون بالنظام الوطني واحنا نعرف أكو عهد فلان وعهد علان – ونغم (ما تصيرون رجال دولة لو تموتون).
الله ياخذكم اثنينكم ولا يرد أحد منكم.. احنا نريد نسمع نغمة الخواشيگ
د. فراس محمد