في الثلاثينيات أحد الصحافيين العراقيين زار وحدة من العدادات (النائحة) في بغداد ودار بينهم هذا الحوار:
ـ ملاية.. انتي چنتي عدادة؟
ـ إي عيوني.. علواه على ذيچ الأيام!
ـ زين مثلا إذا مات رجل شجاع انتي شتگولين بالعزا؟
ـ عيني أگول: وإن چان بالشگرة سلم خيالچ…. من ذهب أبو لعيبة لصوغ نعالچ…
ـ عال .. عال .. زين وإذا كان الميت شاب؟
ـ عيني إذا الميت شاب نگول: يا مكبرة صيري وردة وازهي له… ومنين ما جتي الشمس فيي له..
ـ عال العال… زين وإذا الميت بنية شابة.
ـ عيني يعني تقصد بعدها حديثة؟
ـ بلي خالة..
ـ عيني نگول: يا حديثة الـ بالحوش يا محلاها … عود السفرجل والهوا ثناها..
ـ زين شنو أغرب المصادفات والمواقف الطريفة أو المحرجة اللي مرت معك؟
ـ اسمع عيني… قبل عشرين سنة مات شاب من أحد البيوتات البغدادية المعروفة، فرحت ووگفت بين النسوان اللي قصوا شعورهم وشقوا هدومهم من اللطم عليه وبديت أگول: يلوگ الجوهري بيد الـ يشيلونه.. وكنت أقصد يليق بأيديهم حمل السيوف واللطامات يرددون ورايه هذي الأبيات، وإذا بوحدة من النسوان تهمس بأذني بعد ما افتهمت من الكلام (يحملون ويشيلون) وگالت لي: ملاية .. يرحم والديك ما تعددين على رجلي وتبردين افّادي؟ فگلت لها ليش هو المرحوم شكان يشتغل؟ گالت: كان حمال باشي بالگمرك، فگلت لها زين اصبري خلي أخلص القصيدة.. وبعد ما كملت التفت عليها وبديت ألطم على صدري بحرقة حا ..حا …حا …حا ..حا ..حا وهي تلطم ويايه وتنتظر اللي أگوله على زوجها المرحوم… وبعد أن تركتها تلطم بحرگة مقدار خمس دقايق قلت: شفية وشايل الجندة على متونه… يشگبان الـ يشيله ما يشيلونه .. ويشگبان الـ يشيله ما يشيلونه
فانقلب العزا ضحك وأكلت حصتي من الضرب والكفخات والكفش والعض من قبل زوجة الحمال باشي المرحوم!
أعزائي أعضاء الحكومة الجديدة اللي بعدها ما تشكلت .. تعلموا وانتبهوا واستفيدوا من تجارب وعبر اللي سبقوكم… بهذا العزا الجديد أبو أربع سنوات من تعددون وتلطمون ركزوا على جهة وحدة من أولياء نعمتكم، الشعب العراقي أكيد ما يهمكم ولا تلطمون عليه، لأنكم تاخذون اللي تريدوه غصبا عليه، بقت عندكم أمريكا وإيران، ركزوا لو تنوحون وتلطمون لصالح إيران لو لصالح أمريكا.. لا تصيرون مثل هذي الملاية تمشون ويه جهة وبعدين تاخذون شوط مجاملة ويه جهة ثانية.. تره تشبعون كفخات وكفش وعض!