في دراسة حديثة شملت 700 امرأة، تبين أن 90% منهن شعرن بمزاج عالٍ وحالة نفسية مستقرة بعد غسلهن الأطباق وأدوات المطبخ، وأكدت الدراسة أن هذه المهمة تقضي على القلق لدى النساء بشكل كبير، للأسف هذه الدراسة خصت النساء فقط، فماذا نفعل إذا انتاب القلق الأمين العام للأمم المتحدة وباقي أفراد منظمته؟!
أمر طبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق بين فترة وأخرى، فهذا أمر جيد، وهو شعور يساعد الإنسان على التصرف بصورة صحيحة إذا تعرض لخطر حقيقي، أما إذا كان الإحساس بالقلق يتكرر دوماً وبصورة حادة بشكل يعيق مسيرة العمل؛ فذلك بالتأكيد مرض يجب علاجه.
السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، منذ أن عين بمنصبه في الأول من يناير 2007 وإلى يومنا هذا وهو يعاني من القلق تجاه القضايا العالمية التي هي من صميم عمله، ليس هو فحسب بل مبعوثيه كذلك، ومن قبلهم المنظمة كلها؛ فمنذ أكثر من ستين سنة وهي قلقة بشأن الوضع في فلسطين، وأكثر من 13 سنة وهي قلقة بشأن الوضع في أفغانستان، وأكثر من 10 سنوات وهي قلقة من الوضع في العراق؛ علماً أن هذه المنظمة تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية من أجل نشر الأمن والسلم في العالم، وهو ما لم يحصل البتة، ولم تعد للمنظمة قيمة بعد تحول العالم إلى عالم أحادي القطب تهيمن عليه الولايات المتحدة التي لا تعير لهذه المنظمة أي وزن.
المتابع لتصريحات ومواقف السيد الأمين العام ومبعوثيه يجدها لا تخرج عن دائرة القلق، ففي غالبها نجد عبارات «أعرب عن قلقه» «الأوضاع تبعث على القلق» «نحن قلقون»، مؤخراً أعرب عن قلقه بشأن تصاعد العنف في فلسطين نتيجة إطلاق نار أدى لمقتل إسرائيلي وأدان الهجوم، إلا أنه لم يقلق حيال الهجوم الإسرائيلي ومقتل طفلة، وقال مبعوثه في ليبيا أن الأوضاع هناك لا تزال مبعث قلق، وأعرب هو عن قلقه بشأن استهداف الرموز الدينية في سوريا، والعشرات من التصريحات التي لا يفارقها القلق، ليس هذا فقط بل انتقل الداء لمن يلقونه فبعد آخر زيارة لمبعوثه إلى السيستاني صرح إن الأخير قلق من الخلافات السياسية في العراق.
مرت سبع سنوات منذ أن تولى الأمين العام منصبه وهو يعرب عن قلقه والعالم يحترق من حوله، فما الذي ينتظره أكثر من ذلك ليتخذ موقفاً أكبر من القلق؟ أم أن الرجل تسنم منصبه ليعيش القلق؟ أم أننا لم نفهم الرجل الذي له قلب الأم التي لا يفارقها القلق على أولادها؟
لمَ نتكلم إذن عن جيوش الوزراء في الدول العربية الذين لا يعملون شيئاً غير تقاضي الرواتب، إذا كان الأمين العام للأمم المتحدة يأخذ راتبه فقط ليقلق؟!.. بالتأكيد نحن بحاجة إلى دراسة تطبق على كبار المسؤولين في العالم لنعرف أي الأعمال تزيل القلق، علنا نجد حلاً لهذه المنظمة القلقة.
بقلم: د. فراس الزوبعي