ديوانك محط الانظار

الشيخ مظهر الحاج صگب شيخ عشرة السعيد -الله يرحمه- كان عنده مجلس كبير وفخم في بيته في محلة جديد حسن باشا ببغداد، وكان المجلس مميز بين مجالس بغداد؛ لأن رواده من شرائح مختلفة، الوزير والأديب والشاعر والعالم والموظف والصحافي وغيرهم كثير، وحتى الفقراء والمساكين، بالإضافة إلى المتسولين.

في أحد أيام العيد ذهب الشاعر الملا عبود الكرخي للمجلس اللي كان يغص بالناس، وبينهم مجموعة من المتسولين اللي كانوا يلبسون بروسهم السيديات، – عمائم أو أغطية رأس تدل على أنهم من السادة الأشراف –

الملا عبود قال للشيخ مظهر: شيخ، “ديوانك محط الأنظار ومنتدى لكبار القوم، أشوف لو تصرف هذوله الدجالين وتعطيهم شي حتى يمشون أو خصص لهم غرفة وحدهم”

الشيخ مظهر قال له: هذوله بشر مثلنا، وقول معروف خير من صدقة يتبعها أذى.

الكرخي قال له: كل هذا تمام؛ لكن أنا أشوفهم كلهم لا بسين السيديات على روسهم على أساس هم سادة، والله وكيلك كلهم حيالين وأنا أعرفهم كلهم، هذولة مشكلين عصابة تسول ويسكنون خان بصوب الكرخ، وكتبت عنهم كثير، وبلغت الشرطة وما تغير شي، وأنا أشوف مساعدتهم خطأ لأن حتى لو سلمنا أنهم سادة فالصدقة ما تجوز لهم!

الله يرحمك ملا عبود، قلتها: (ديوانك محط الأنظار)، وديوان مثله المفروض ما يقربه دجال وحيال، شلون باللي فتح الديوان لهم وسيدهم عليه وعلى رواد ديوانه، يتوقع يقدر يطردهم بسهولة؟!

فراس محمد