بعد نهاية ثورة العشرين بالعراق، بدأ الانگليز بإصدار الأحكام على المشاركين بالثورة وكان من بين المحكومين بالإعدام شاب وحيد أمه، سمعت أمه الخبر وبدأت تلطم.. الناس أشاروا عليها أن “تروح” لبغداد على واحد من الملالي بلكي يتوسط لها عند الانگليز، راحت الأم على واحد من رجال الدين وغسلت يده ورجله بدموعه وهي تبوس يده ورجله وهي تتوسل يتوسط لابنها عند الانگليز.. ما عندي غير الله وغيرك.. فك وحيدي واجعله صدقة على روس جهالك!
الملا قال لها: ماما هذوله الانگليز كفار.. طماعين.. لازم ننطيهم شي حتى يفكوه!
الأم قالت له: إذا هالشكل لازم أروح للعرب أدبر أموري عندي كم راس غنم أبيعهن وأشوف أهل الرحم.. راحت المسكينة وباعت “الأكو والماكو” ورجعت للملا بيدها أربع ظروف (جلد غنم) مليانة دهن حر، وصرة فلوس.
وعدها الملا خير، وبعد ثلاث أيام راحت استلمت جثة ابنها المعدوم.
اليومين اللي فاتت شفت كم مقطع فيديو لكم واحد يشتغلون بالدين “تدرون خوش مصلحة للي يعرف يشتغلها” المهم مقاطع الحديث هذي والمثروم وياها شوية أغاني كلها تسولف على فايروس كورونا، لا تروحون بعيد وعلى بالكم مقاطع تثقيفية وتحذيرية صادرة عن مختصين، لا عزيزي لا.. مقطع واحد يقول به: احنا نختلف عن غيرنا لأن اللي نؤمن به يختلف جيبوا لي مريض “ابوسه بحلگه” وما يصير بي كورونا (سوالف +18)، والثاني يقول: هذي البقعة ما يدخلها كورونا، فديروا بالكم تتقشمرون وما تتجمعون هنا، وثالث ورابع وخامس مجموعة من الدجالين الراغبين باستمرار تجمع الناس حتى ما ينقطع دخلهم.
أما بالنسبة للمستمعين المنبهرين بحديثهم فأقول لكم هذا فايروس المرض به أصبح “جائحة” يعني تجاوز الوباء، وإذا تصدقون اللي يقوله هؤلاء، الله وكيلكم يصير حالكم حال وحيد أمه، وينتهي بكم الموضوع بكيس نايلون أسود وحبال يسحبوكم بها للقبر.
فراس محمد