نصر الدين خوجة الرومي المعروف بـ “حجا الرومي” تركي الأصل من الأناضول، ولد بمدينة (سيورى حصار) وعاش بمدينة (آق شهر)، كان مدرس وإمام ببعض المدن، وأيضا تولى القضاء في فترات، كان رجل متواضع وعفيف يأكل من كد يده ويزرع أرضه بيده، وكان واعظ محبوب لأنه يعظ الناس بطريقة ممزوجة بالفكاهة والنكتة، وفي نفس الوقت كانت عنده الجرأة على الحكام والأمراء.
لما اكتسح الطاغية تيمور لنك مناطق الأناضول وصل إلى مدينة آق شهر اللي يعيش فيها نصر الدين خوجة أو جحا الرومي، توسط جحا عنده ونجحت وساطته وأنقذ مدينته من الاجتياح وعفى عن أهلها تيمور لنك إكراما لجحا الرومي.
يقال – والعهدة على الراوي – أن تيمور لنك قال لجحا الرومي: “عندي فيل عجور أستخدمه في الحروب، لكن هذا صار عجوز وبما أني عفيت عنكم وأنا الآن متوجه إلى بغداد، فأريد منكم إبقاء الفيل بمدينتكم، جحا قال: “غالي والطلب رخيص” ما طوّل عليكم السالفة، الفيل لعب بيهم لعب، يوم كاسر دكان هذا، ويوم ساحگ رجل ذاك، ويوم ذابح طفل.
لك بابا هذا الفيل مال من؟
الفيل مال تيمور لنك! أكو أحد يگدر يحچي؟!
لا يابة لا
مشت الأشهر وتيمور لنك ببغداد يصخم وجه التاريخ، وبعد ما رجعها قرون، رجع إلى آق شهر، والناس هناك انتهزوا الفرصة وقالوا لجحا الرومي: دخيلك جحا توسط عنده حتى يطلع الفيل من المدينة، جحا قال لهم: حاضر تتدللون.. بس تعالوا معي حتى أتكلم بلسانكم، وراحوا الجماعة وياه، ومشوا بوفد إلى معسكر الشاهنشاهية مقر تيمور لنك، والجماعة بدوا يتملصون، كل كم متر يرجع واحد اثنين منهم وجحا ما منتبه للموضع، إلى أن وصل للخيمة الملكية وأراد الدخول التفت على جماعته ما شاف ولا واحد منهم.. دخل للخيمة وقال لتيمور لنك: مولاي بقاء الفيل بمدينتنا كان شرف لنا وأهل المدينة فرحانين به جدا… لكن مولانا هذا الفيل ذكر واستوحش وحده، فإحنا نسترحم جلالتكم أن تتلطفون عليه بفيلة نثية حتى يستانس بيها من جهة ونزداد شرف من جهة ثانية، فأمر تيمور لنك بفيلة نثية.
طلع من عنده جحا ورجع لأهل المدينة اللي كانوا ينتظرون على أحر من الجمر، فصاح عليهم: أبشركم! قالوا له خير، قال راح تجيكم نثية وياه!
دخل وباء كورونا للعراق وعرفنا هالفيل العجوز منين وشلون دخل علينا، نريد نعرف منو جحا مالتنا اللي راح وجاب له الفيلة النثية؟ والأمثال تضرب ولا تقاس لإن جحا الرومي الله يرحمه ما دگ بربعه هذي الدگة إلا بعد ما تركوه وحده لما قال لهم: تعالوا معي لتيمور لنك حتى يعرف آني أتكلم باسمكم وخذلوه، أما جحا مالتنا حتى ما قال آني أخاف من تيمور تعالوا معي!
فراس محمد