أكو واحد ببغداد أيام زمان، حظه معثر ولاعبة الدنيا بيه لعب، مفلس وحالته حاله، وفوگ كل هذا قبيح المنظر، يريد وحدة تقبل بيه وبوضعه وما محصل، يوم من الأيام مر بدربونة “شارع ضيق” وشاف وحده يهودية بغدادية من “بنات السبت” كما يسميها البغداديون، وكانت جميلة جدا، يعني جمالها “يفك المصلوب” كما كان يقول أستاذي أيام الجامعة، نظر لها صاحبنا ورجله صارت خيوط وانثبر ثبيرة، وبهذي الأثناء، وبمنتهى الغنج والدلال قالت له: تعال!
راح صاحبنا وهو ما مصدگ نفسه ولما وصلها قالت له فوت للبيت، فدخل وأخذته للمطبخ، وقالت له:
ـ بالله عيني ما تشعل لي هالپريمز! “أشبه بالطباخ” فشعل الپريمز وهو الممنون.
ـ أرجوك ما تحط لي هالجدر على الپريمز! شال الجدر وهو فرحان.
ـ إذا ماكو زحمة ممكن تغسل هالمواعين! غسلها وكله أمل!
ـ أبدالك ما تجلف هالطاوة! جلفها وقلبه يرگص من السعادة!
بعد ما كمل كل هذي الخدمات وگفت البنية وأشرت له على الباب حتى يطلع وهي تقول: أشكرك عيني.. والله هاليوم سبت وميصير أشتغل!
طلع صاحبنا وهو يگول لنفسه، والله خوش خادم!
صحيح هذا قشمر و”كمش” بس عنده مبررات هي حلوة وهو قبيح ومفلس، بس احنا شنو مبرراتنا لا احنا القبيحين المفلسين ولا بنت السبت حلوة! شو راح يصير 18 سنة واحنا ما بقينا پريمز ما شعلناه ولا طاوة ما جلفناها ولا مواعين إلا وغسلناها وشلنا الجدور كلها وحطينا الأكل من عدنا بيها، وفوگ كل هذا ما شفنا غير الوجوه القبيحة والكلام والأعمال الأقبح، شوكت يخلص سبت ولد السبت!
فراس محمد