د. فراس محمد
أحمد تنگة شخصية بغدادية ظريفة ولامعة ومعروفة عند موظفي عدد من دوائر الدولة ببغداد، لأن تنگة هذا كان دلال عقارات شاطر و”حنقباز” درجة أولى من نوعية “يشلع من الحافي نعال” والده كان رجل فقير ما عنده فلوس.
في بداية الأربعينيات أو نهاية الثلاثينيات توفى الأب، يقول أحمد تنگة:
شلنا الجنازة ورحنا لمقبرة الشيخ معروف الكرخي حتى ندفنه، وهناك تجمعوا علينا الحبربشية والمردشورية حتى ياخذون المقسوم من خيرات الوالد، بس الوالد مات وما ترك شي، المهم دفنا الوالد ووقفت أخطب بالجماعة اللي ينتظرون أوزع عليهم الخيرات، وقلت لهم:
اخواني: توفى والدي وما خلالي شي، فصرت والحمد لله آني وياكم أولاد صنف واحد، وما يليق بكم تطالبوني بشي واحنا ولد صنف واحد، بس آني عندي لكم فد شي.. عندي عمي زنگين وهسه مريض وإن شاء الله راح يموت وانطيكم خيرات أبويه وعمي مرة وحدة! وهسه أريدكم تدعون ويايه وتگولون: إن شاء الله يموت عمك باچر! فردد الحبربشية الدعاء ثلاث مرات وتركتهم ومشيت، وهم راضين بانتظار موت عمي اللي ما له وجود أصلا!
برايكم أولاد الصنف هالأيام عندهم عم يموت ويطلع منه شي لو سالفتنا مثل أحمد تنگة!
فراس محمد