منهج الدراسة الموضوعية للحديث وعلاقته بالتاريخ

ملخص البحث                                          سيكون البحث متاحا للتحميل بعد نشره في المجلة العلمية من هنا

إن البحث من خلال منهج الدراسة الموضوعية للحديث في موضوع ما، إنما يعني البحث في مجموعة من العلوم، تلتقي عندها جميع أنواع صور المعرفة المتعلقة بالموضوع، ولذا فإن منهجية النقد والتحليل تعني التقاء جميع أنواع صور التحليل المعرفي للموضوعات المتعلقة بموضوع الدراسة، وتلك نتيجة طبيعية تتعلق ببنية المنهج ذاته، وبالتالي فإن التحليل لابد وأن يتطرق إلى جميع النواحي التي تتعلق بالموضوع.

فعند النظر في الأحاديث النبوية الشريفة نجد أن موضوعاتها ليست بمعزل عن موضوعات العلوم الأخرى، بل كلاهما يتبادل التأثير، ويستفيد كلٌّ منهم من الآخر فيما من شأنه الوصول إلى الصواب والحق، وإسعاد البشرية.

إن منهج الدراسة الموضوعية للحديث يجمع بين العمل لإظهار الصورة الناصعة للسنة النبوية وتثبيت الإسلام رسالة وكياناً وشريعة ونظاماً، والعمل للارتقاء بالمجتمع الإسلامي علمياً وحضارياً، ويتطلب هذا المنهج الصلة العلمية المتينة بين سعة الإطلاع في العلوم الإسلامية، وسعة الإطلاع في العلوم الأخرى، فالمدنية المعاصرة تتميز بتقدم هائل في العلوم لم تكن تخطر ببال المجتهدين القدماء، بينما تفتح للمجتهدين المعاصرين آفاقاً واسعة تتطلب منهم خبرة غزيرة بأصول الدين والشريعة، وخبرة واسعة بالتطورات الحاصلة في ميادين المعرفة النظرية والتطبيقية المختلفة، هاتان الخبرتان المتكاملتان اللتان لا تنفصلان في منهج الدراسة الموضوعية للحديث في عصرنا هذا، وبذلك تبرز حتمية ذلك الترابط المنهجي عن طريق الإرشاد والاسترشاد بين الاختصاص في العلوم الإسلامية والاختصاص العلمي التطبيقي والإنساني.

ومن بين العلوم التي ترتبط ارتباطاً وثيقا بالحديث وتفسيره؛ علم التاريخ بل بعض أقسامه كالسيرة النبوية تعد جزءاً لا يتجزأ من الحديث فهي تضم مراحل حياة النبي صلى الله عليه وسلم من يوم مولده، بل وقبل ذلك، وحتى وفاته عليه الصلاة والسلام، وحسن فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومراده منه لا يتأتى إلا بالإحاطة بالتفاصيل التاريخية للأحداث المصاحبة للحديث النبوي، وإهمال ذلك والعدول عنه ينتج عنه سوء فهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم

ولا ينبغي للباحث في الحديث تجاوز العلاقة بين الحديث والتاريخ فهي عونه في فهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فالحديث لا بد أن يفهم في ضوء تاريخه الذي به يعرف الباحث سبب ورود الحديث وهو ما يحتاجه كل باحث في الحديث.

ويهدف البحث إلى تسليط الضوء على علاقة منهج الدراسة الموضوعية للحديث ـــــ وهو أحد فروع علم الحديث ـــــ بعلم التاريخ وأهميته لهذا المنهج

بقلم: د. فراس الزوبعي