دائما هناك جديد في طقوس الزيارة!

طقوس الزيارة تخضع لتحديثات “update” بين فترة وأخرى، هذه التحديثات تضاف إلى باقي الطقوس ولا تكون بديلا عن بعضها، لكن هذه المرة جاءت دموية.

اعتاد الشيعة في العراق أن يتوجهوا إلى المراقد المقدسة عندهم خلال مواسم الزيارة سيرا على الأقدام بمجموعات، واعتادت الحكومة على تعطيل مؤسسات الدولة وتسخير الجيش والشرطة ووزارة الصحة لتقديم الحماية والخدمات لجموع الزوار خلال أيام الزيارة، وبضمنها خدمة “مساج الأرجل” الذي تقدمه وزارة الصحة، أما التحديث الذي طرأ على طقوس زيارة موسى الكاظم “الإمام المقدس عند الشيعة” قبل أيام فكان حرق بيوت ومنشآت مدينة الأعظمية، التي غالبا ما تمر هذه الجموع فيها لتعبر الجسر إلى الكاظمية، وهذه المرة عندما مرت مواكب الزائرين الشيعة في مدينة الأعظمية وتحديدا أمام دائرة الاستثمار في الوقف السني، هاجموا الدائرة والمنازل المحيطة بها فأحرقوها وأحرقوا سيارات المواطنين في الشوارع وكذلك بيوتهم وهم داخلها، ولم ينسوا ترديد ترانيم زيارتهم “لبيك يا حسين، لبيك يا علي، لبيك يا مهدي” مع أقذر ألفاظ الشتائم التي عرفها قاموس البذاءة، كل ذلك وعناصر الجيش الحكومي تسير وسطهم وتقدم لهم الدعم، وسبق كل ذلك قطع التيار الكهربائي عن المنطقة من الحكومة، ونتيجة هذا الحادث عشرات المصابين من الآمنين.

هذا الحدث له دلالات كثير أهمها أن إيران وحكومتها في العراق تريد الإسراع في تهجير ما تبقى من العرب السنة من بغداد لتكون بغداد شيعية بالكامل، ولعلنا نستذكر ما قاله أغلب ساسة الشيعة بداية الغزو الأمريكي “بغداد لنا”، وما هذا إلا في باب الاستعداد لاحتمالات التقسيم أو تطبيق نظام الأقاليم، فهم الآن في سباق مع الزمن، المسألة الأخرى ما يحدث داخل إيران من انتفاضة كردية في مهاباد وتحرك للعرب في الأحواز، جعل إيران تنقل حرائق مهاباد إلى الأعظمية، وبعد هذا الحادث تصبح كل مناطق العرب السنة في بغداد مرشحة للفعل نفسه في أي لحظة، ما يؤكد كل ذلك وجود قاسم سليماني القائد في الحرس الثوري الإيراني والمرتبط بخامنئي في منطقة الكاظمية في لحظات الهجوم ثم استقباله للمهاجمين بعد ذلك، وكذلك ظهور العبادي في صباح اليوم التالي في الأعظمية وهو يوزع ابتساماته يمينا وشمالا ويتعهد بحماية المدينة كما كان يحميها أي أنه سيستمر في دعمه للغوغاء.

فهل سيقلق الأمين العام للأمم المتحدة، أم هل ستخرج الجامعة العربية من غيبوبتها، فما يحصل في العراق سيناريو سيتكرر في كل بلد لإيران فيه أتباع.

بقلم: د. فراس الزوبعي