الاضطهاد الديني في البحرين.. ضربني وبكى وسبقني واشتكى

لا أدري إن كان الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون قد سمع من قبل بالمثل المصري القائل «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»، ليتمكن من إسقاطه على الشكوى التي قدمت له قبل أيام بخصوص اضطهاد المواطنين على أسس دينية في البحرين، هذا إن كان منصفاً في الأساس.
يعرف الاضطهاد الديني بأنه «سوء المعاملة لفرد أو مجموعة بسبب انتمائهم الديني»، وهذا أحد الأسباب التي جاءت بالمادة رقم (2) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الأمم المتحدة عام 1948، لكن كيف الحال إذا تعاملت مجموعة من الأفراد مع الدولة والمجتمع بأكمله بالسوء والإرهاب؟ والأشد من ذلك تذهب لتشتكي على الدولة بدعوى الاضطهاد الديني! وتدعي تخوفها من أن الدولة بممارساتها هذه ستحول البحرين إلى ساحة صراع طائفي إقليمي، ممارسات الدولة التي تدعيها هذه المجموعة لا توجد إلا في خيالها الذي تربى على المظلومية وأصبحت جزءاً من كيان أفرادها وشخصياتهم، فراحت تستخدم أسلحة الضعفاء والمنهزمين ومنطقهم في التعامل مع الآخرين، منهج شهدناه بأعيننا في أكثر من دولة عربية من الدول التي تحكم بالحديد والنار، فعندما يحاول أحد الجبناء ابتزاز شخص ما ولا يتمكن منه ينطلق إلى جهة أمنية ليشتكي عليه بدعوى شتم الرئيس، أسرع وأسهل طريقة للانتقام، وهذا ما ينطبق على الحال.
وبنظرة سريعة على حال من يدعي الاضطهاد الديني في البحرين وكيف تتصرف الدولة معه في هذا الجانب؛ فإننا نجد أن الدولة تعطل الدوام الرسمي في البلاد عندما تكون هناك مناسبة دينية تخصهم، وأنها تستورد لهم الذبائح وتوفرها لإقامة الولائم في مناسباتهم الدينية، كما إنها تغض الطرف عن الفرق التي تغلق الشوارع وتعرقل السير، وبلغة الأرقام وحسب الأوقاف الجعفرية فهناك من دور العبادة 728 ومن المآتم 595 ومن المقابر 116، أي أنهم يمارسون شعائرهم بكل حرية مع تجاوزات على حريات الآخرين، ومع ذلك تدعي الوفاق الاضطهاد الديني.
ادعاء التمييز والاضطهاد على أسس دينية في البحرين وتقديم شكوى بهذا الخصوص ليست أكثر من «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»، والمشتكي فيها حاله كحال عادل إمام في مدرسة المشاغبين؛ عندما ضرب زميله وسارع لمدير المدرسة ليشتكيه بقوله: «ضربني بوجهه على إيدي يا سعادة البيه».
سؤال بريء..
هل يستطيع مجموعة من الذين يتبعون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إيران، وهم يشكلون ثلث السكان هناك، من التظاهر والاعتصام أمام مكتب الأمم المتحدة في طهران وتقديم شكوى لأمينها العام بدعوى الاضطهاد الديني، خصوصاً وأنهم لا يملكون مسجداً واحداً في طهران؟ بل هل يستطيع أحدهم الالتفات نحو المبنى أثناء مروره من أمامه؟

بقلم: د. فراس الزوبعي