صورة البحرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً «تويتر»، يشكلها من يسيء للبحرين بجدارة، فيما يهمل المدافعون جزئية صغيرة تضعف صوتهم مع قوته، لغة الأرقام التي لا تفوقها لغة أخرى تثبت ذلك.
يعد «تويتر» اليوم من أكثر وسائل التواصل الاجتماعي تأثيراً في دول العالم، فهو وسيلة إعلامية وساحة للتأثير السياسي، كيف لا وقد وفر حيزاً كبيراً من الحرية دون ضوابط، وأثر بشكل كبير في تشكيل الرأي العام، خصوصاً مع الاستخدام الخاطئ له كمصدر للمعلومات المغلوطة، وتعد البحرين الدولة الأكثر ظهوراً في العالم العربي على تويتر عبر هاشتاق «#البحرين»، حيث جاء ذكرها 2.8 مليون مرة باللغة الإنجليزية و1.5 مليون مرة باللغة العربية خلال شهرين عام 2012، بحسب مسح أجرته كلية دبي للإدارة الإلكترونية، لذا فالتركيز على هذا الهاشتاق أمر في غاية الأهمية.
عندما يود أحدهم معرفة الأوضاع في بلد ما عن طريق تويتر فما عليه إلا أن يضع علامة # يتبعها باسم البلد «#البحرين» مثلاً، لتظهر له آلاف التغريدات، ومن يفعل ذلك مع البحرين لمعرفة أخبارها، فسيجد صورة ينفرد بتشكيلها أعداء البحرين، وقد جربت ذلك أكثر من مرة في أكثر من يوم، وبعد مسح لكل ما نشر بواسطة «#البحرين» ليوم كامل للتغريدات الأكثر انتشاراً ومع استبعاد كل ما ليس له تأثير في الجانب السياسي؛ وجدت أن عدد التغريدات المؤثرة سياسياً بلغت 135 تغريدة، 112 منها لتشويه صورة البحرين، أي ما نسبته 82.96% من المنشور، أما المدافعون عن البحرين فلهم 23 تغريدة فقط، أي ما نسبته 17.4%، وما نشر لكل التغريدات ليوم كامل لم أتمكن من إحصائه لكثرته، وقد أحصيت ما نشر خلال ساعة واحدة فقط فوجدته 109 تغريدة 85 منها لتشويه صورة البحرين، أي بنسبة 78% تقريباً، و24 لمن يدافع عنها أي بنسبة 22%، وهي نسبة تستوجب الوقوف عندها.
ما ينشره هؤلاء ترويج لأكاذيب وافتراءات بشكل مستمر، آلة تعمل دون توقف لتصنع من الإرهابي ثائراً مسالماً، وتجعل من المتوفى بمرض عضال شهيداً مغدوراً، وتصور أعمال الشغب والغوغاء ثورة للمطالبة بالحقوق، يقابل كل ذلك مغردون وناشطون يردون على كل ينشر ويفضحون كل ذلك الكذب والافتراء، ولكن جهدهم وعملهم يظهر لمتابعيهم فقط وهم بالآلاف ولكنه لا يظهر لغيرهم، لأن غالبهم لا يضيف إلى تغريدته «#البحرين»، على عكس من يشوه صورة البحرين، فإنه يحرص على كتابته ليقرأ العالم تزويره وكذبه.
ما ينشر على «تويتر» سمي بالتغريد لقصر عبارته وطيرانه حول العالم بسرعة ليكون لحناً يطرب له قارئه، لكن ليس كل ما يصدر عن الطيور هو تغريد، فالغربان تصدر النعيق المزعج، فلا تدعوا نعيقها يعلو على تغريدكم، وكل ما عليكم فعله إضافة «#البحرين» لما تنشرونه.
بقلم: د. فراس الزوبعي