فرصة جديدة للمحرومين من السياحة والباحثين عنها، وفرتها سويسرا، عندما ابتكرت نوعاً جديداً من أنواع السياحة، سياحة من يقدم عليها يخسر الدنيا والآخرة.
لم تعد السياحة ذلك النشاط الترفيهي المقتصر على السفر إلى الوجهات السياحية المعروفة على مستوى العالم، فالسياحة صناعة تتطور كغيرها من الصناعات وأصبح هناك سياحة علاجية وهي السفر بهدف العلاج كما في ألمانيا وغيرها، وسياحة التسوق كالسفر إلى الدول ذات المجمعات الضخمة، والسياحة الدينية كسفر المسلمين إلى مكة بغرض الحج والعمرة، هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى كالسياحة التعليمية والبيئية والرياضية وسياحة المؤتمرات، وأخيراً ظهرت سياحة المغامرات التي تأخذ هواتها لأداء بعض الأعمال الخطرة والغريبة، أما آخر صرعات السياحة فقد ابتكرته سويسرا ووضعت له القوانين وهو ما بات يعرف اليوم بسياحة الانتحار.
لقد كشفت دراسة حديثة أن سويسرا تشهد ارتفاعاً كبيراً في عدد المرضى المصابين بأمراض خطيرة وأخرى نفسية عادية، يسافرون إليها بقصد الانتحار، وقد فحص العلماء بيانات 611 شخصاً قدموا إلى سويسرا بين الأعوام 2008-2012، وتبين أن 286 منهم جاؤوا من ألمانيا، و126 من بريطانيا و66 من فرنسا، تتراوح أعمارهم بين 23-97، وتشكل النساء فيهم نسبة 60%، أما طريقة القتل التي يستخدمها السويسريون فهي باستخدام العقاقير المنومة، ويبدو أن الدقة التي يتصف بها السويسريون جعلتهم يتصدرون سوق السياحة هذه «ولو ما في منتحر قال لنا إنهم كانوا شاطرين بقتله ويدهم خفيفة».
تشير الدراسات أيضاً إلى أن هذه السياحة باتت رغبة ملحة عند الكثيرين أي أن السوق «عليه طلب هاليومين» بسبب المشاكل والأزمات التي يعانيها العالم، خصوصاً وأن بعض دول أوربا تعارض هذا النشاط بينما في سويسرا هناك منظمة متخصصة اسمها «ديجنيتاس» ترعى هذا الموضوع ويسمون العملية بالقتل الرحيم، وأن حالات الانتحار السنوية لديهم بلغت 1400 حالة وصفت بالناجحة كلها «ما شاء الله عليهم ناجحين بكل شيء حتى الانتحار»، كذلك فإن سويسرا تقدم خدمة للسائح المنتحر تتعلق بذكر أسماء عيادات ومراكز نفسية واجتماعية وأماكن للانتحار، فالأوربيون أصحاب ذوق حتى في الانتحار وقد بدؤوا مؤخراً بالبحث عن أماكن رفيعة المستوى يسافرون إليها بحسب الدراسات كسويسرا وبعض المعالم الشهيرة في أمريكا مثل جسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو ومنهاتن وغيرها وحتى كمبوديا التي وضع أحدهم إعلاناً عنها في أحد مواقع الإنترنت يقول فيه «ستموت على كل حال فلماذا لا يكون في كمبوديا» «يعني أنت ميت ميت ليش ما تنفعنا».
أما أنت عزيزي السائح العربي المحروم فلا تفكر في السفر، فهناك أنظمة في منطقتك أخذت على عاتقها صناعة هذه السياحة وبمواصفات عربية تمتاز بالكرم؛ فالنظامان السوري والعراقي يقدمان هذه الخدمة على مدار الساعة مجاناً وبالبراميل المتفجرة والمدفعية والطائرات، وما عليك إلا التوجه إلى هناك لتستمتع بهذا النوع من السياحة.
بقلم: د. فراس الزوبعي