إيران تهدد بشواهد مزورة

هناك مثل يقول: «الكلاب النابحة نادراً ما تعض»، وفي العادة كل ما تفعله هو التشويش على من تنبح عليه وتحاول عرقلة سيره ليس أكثر، ولعل من اعتاد السير في البرية تعود عليها ويعلم علاجها ولا يقف عندها كثيراً.
منذ أن بدأت عاصفة الحزم في اليمن والمسؤولون في إيران أصابتهم نوبة من التصريحات العنترية، فأحدهم يقول لو تدخلنا في اليمن لمحونا السعودية، في الوقت الذي تتدخل إيران فيه في اليمن من أعلى رأسها حتى أخمص قدمها والسعودية تقود تحالفاً وتقطع أذرع إيران في اليمن يوماً بعد يوم، فعن أي تدخل وأي محو يتحدث هذا؟!
مثل هذا التصريح كثير، لكن عدوى التصريحات العنترية انتشرت حتى أصابت روحاني وخامنئي، روحاني الذي اعترض على ذهاب قادة الخليج إلى كامب ديفيد معتبراً أن التوجه إلى «معسكر محمد» كان أولى، وطبعاً معسكر محمد في تعبيره هو إيران، وهذا التصريح لا يحتاج إلى رد فهو بمثابة نكتة لا أكثر، أما خامنئي فقد ذهب أبعد من ذلك وكانت تصريحاته تدخلاً سافراً في شؤون البحرين واليمن عندما تحدث عن شعوبها «المظلومة» وأنه سيدافع عن المظلومين، الأمر الذي استدعى الخارجية البحرينية إلى استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية ليبلغ باستياء البحرين ورفضها لهذه التصريحات.
ولو انشغل خامنئي برفع ظلمه وظلم ملالي طهران عن شعبه لكان أولى له، فمازالت نيران مهاباد مشتعلة، أما من يعتبرهم مظلومين في البحرين فهم في نعمة يحسدهم عليها من ابتلي بحكم خامنئي، العجيب أن من تابع هذه التصريحات يجد أن كل أصحابها وثقوا تهديداتهم بشاهد مزور من التاريخ القريب، فكلهم يدعون السعودية وباقي دول التحالف إلى أخذ العبرة من الدروس التي لقنتها طهران للرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال حرب الثماني سنوات وأخذ دروس العبرة من هذه الحرب، حتى روحاني عندما جلس مع خامنئي وبدأ يصرح تكلم عن سلام إيران وقدرتها على صد العدوان وما سطرته من ملاحم خلال حربها مع العراق.
تريد إيران ربط تهديداتها بتاريخ مزور لتمررها على جيل لم يشهد هذه الحرب، لكن كيف بنا نحن وقد عشنا تفاصيلها، كل من عاصر هذه الحرب يعلم أن إيران اعتدت على العراق بتاريخ 4/9/1980 والعراق لم يرد عليها إلا بتاريخ 22/9/1980 أي أنها تقصف العراق 18 يوماً دون رد، وكانت حرباً طويلة دمرت ترسانة إيران وخرج العراق منها منتصراً في 8/8/1988، حتى أن الخميني قال إني أتجرع كأس السم عندما أنهكت قواه وخضع لوقف الحرب، المشكلة أن ملالي قم وطهران لا يعرفون غير الكذب وتزوير التاريخ، وتهديداتهم المدعومة بشواهد مزورة تدل على أنهم يخسرون الكثير في اليمن وسوريا والعراق ولا يملكون حالياً سوى الجعجعة.

بقلم: د. فراس الزوبعي