“بعد لا تقولون أوباما ما عنده غير الحروب والمشاكل، الرجل طلع صاحب نكتة”، وتبين أنه لا يقل شأناً عن أولئك الذين اشتهروا بسرعة البديهة في الرد أمثال برناردشو والشيخ علي الحاتم السليمان.
قبل عدة أيام كان سعيداً مبتهجاً بحسابه الشخصي الجديد على “تويتر” الذي حمل عنوان “رئيس الولايات المتحدة الأمريكية” وتابع جميع أصدقائه من وزراء وأعضاء في الكونغرس ورؤساء سابقين، ومنهم الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلينتون، وكتب أول تغريدة له قائلاً “مرحباً تويتر، بعد ست سنوات في الرئاسة منحوني حساباً خاصاً على تويتر”، لكن بل كلنتون أبى إلا أن ينغص عليه فرحته “تدرون ماخذ مكانه السابق ويغار منه” فكتب له “عندما تخرج من السلطة هل سيبقى الحساب في البيت الأبيض أم ستأخذه معك؟”.
“الصراحة يا كلنتون ما لك حق، يعني أوباما فرحان بالحساب الجديد وأنت تذكره بمغادرته للسلطة قريباً وتنغص عليه الفرحة! بعدين تركت كل شيء وتلاحق أوباما على حساب في تويتر تريد سحبه منه” والرجل في بداية طريقه لجمع أكبر عدد من المتابعين واحتمال تضطره بكلامك هذا إلى فتح حساب آخر يجعله بعنوان “أضاعوني وأي فتى أضاعوا” وبعدها يشترك في مجموعات زيادة المتابعين أو يذهب ليشتري المتابعين كما يفعل كثير من المشاهير العرب.
من جانبه “أوباما” لم يكن ذلك السهل وردها بأقوى منها، فأجاب بل كلينتون بتغريدة قائلاً له بما معناه “الحساب مع البيت الأبيض وأعطيه فوق البيعة، لكن هل تعرف أحد ينفعه حساب السيدة الأولى؟” ووضع له حساب زوجته ميشيل أوباما، الصراحة ضربة قاضية من “أبوحسين” لأنه أراد أن يقول له أنت لن تستفيد من حساب الرئيس، لكن ممكن أن نترك لك حساب زوجتي السيدة الأولى إذا ما فازت زوجتك المرشحة لرئاسة أمريكا هيلاري كلينتون لأنك ستصبح في مقام السيدة الأولى “وحلاتك” يا بل كلينتون وأنت تمثل السيدة الأولى في أمريكا، ستكون كل امتيازاتك أنك تعيش في البيت الأبيض كمضيفة وتلعب دوراً في النشاطات الاجتماعية، تزور جمعيات الرفق بالحيوان وتدعم قوانين تجريم اصطياد الفيلة وترافق الرئيس في زياراتها وتزور رياض الأطفال والحضانات وتتكلم عن حقوق الإنسان.
ثم أنتم يا أهل البيت الأبيض لماذا انتظرتم ست سنوات حتى منحتم الرئيس حساباً في “تويتر”، تعالوا وانظروا نظامكم الذي فرضتموه على العراق، من اللحظة الأولى يمنح رئيس الوزراء حسابات في كل المواقع ويمنحه رقاب الناس معها مع آلاف الحراس والقصور مدى الحياة، وأنت يا “مستر” أوباما الحق كل الحق عليك لو تركت رئاسة أمريكا، وبدل أن تعين نوري المالكي رئيساً لوزراء العراق جئت بنفسك لتحكم العراق، “كان وضعك تغير وسلمت من تعليقات بل كلينتون وكان أخذت معك حساب تويتر وفيس بوك والمواقع الإلكترونية والقصور وحتى طقم الجلوس في القصر كما فعل المالكي”.
بقلم: د. فراس الزوبعي