سفير سعودي في العراق.. ولماذا اعترضت الأحزاب الشيعية؟

لأول مرة منذ 25 سنة؛ المملكة العربية السعودية تعين سفيرها الدائم في بغداد، وبعد طول مناشدة من الحكومة العراقية وانتظار هذه الخطوة تعترض أحزابها على شخصه بقوة وتطالب بتغييره وعدم قبوله، فمن هو؟ ولماذا هذا الرفض؟
ثامر بن سبهان العلي الحمود السبهان، هو السفير السعودي الجديد، أدى القسم مع مجموعة السفراء المعينين حديثاً أمام خادم الحرمين الشريفين يوم الثلاثاء الماضي، يحمل شهادة بكالوريوس في العلوم العسكرية من كلية الملك عبدالعزيز الحربية عام 1988، قبل تعيينه سفيراً كان ضابطاً برتبة عميد ركن وشغل منصب الملحق العسكري في السفارة اللبنانية، وقبلها شغل مواقع عدة منها ضابط أمن وحماية المواقع الصديقة في الرياض، وقبلها ضابط الأمن وحماية المرافق للفريق أول ركن المتقاعد الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وقبلها ضابط الأمن وحماية المرافق لقائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق نورمان شوارزكوف أثناء حرب الخليج عام 1991، بالإضافة إلى تكليفه بمهام مرافقة عدد من وزراء الدفاع الغربيين، وقبلها عمل قائداً للسرية الثانية / تدخل سريع في كتيبة الشرطة العسكرية الخاصة للأمن والحماية، حاصل على عدد من الأوسمة في مجال عمله، ومع أن الرجل عسكري فهو متخصص في المجال الأمني أكثر ويبدو أنه بارع في تخصصه.
أما الموقف العراقي من تسميته، فقد اعتبرت الرئاسة العراقية على لسان المتحدث باسمها «أكراد» أنها خطوة إيجابية في الوقت المناسب وأنها جاءت ثمرة لجهود الرئيس فؤاد معصوم، لكن أحزاب الحكومة العراقية وميليشياتها «شيعة» الحكام الفعليين اعترضوا بشدة على اسم السفير ورفضوا تعيينه ووجهوا تحذيراتهم للخارجية العراقية وعلى لسان أكثر من شخص.
الواقع أن هذه الأحزاب وميليشياتها مرتبطة بإيران ارتباطاً كاملاً وبالتالي هم صدى صوتها ولا رأي لهم، وهذا الرفض في حقيقته رفض إيراني، بني على تقييم قديم للرجل عن طريق حزب الله أيام عمله في لبنان ولم يأت حديثاً، أما اختيار السعودية له فهو أمر طبيعي، أولاً لأنه من المعتاد في كثير من الدول نقل عدد من الضباط إلى العمل في السلك الدبلوماسي ولا غرابة في ذلك، ثانياً العراق ساحة معركة وتحتاج إلى سفير بحس أمني للعمل فيها فهو الأقدر على تقييم الأوضاع، ثم إن هذا السفير سيعمل في قلب المنطقة الخضراء التي تعد في الوقت ذاته قلب طهران فالحرس الثوري يسيطر عليها ويحكمها والسفير السعودي لن يكون مرغوباً فيه أياً كان اسمه، وإصرار الحكومة العراقية على وجوده هو من قبيل الحصول على اعتراف الدول بها ليس أكثر، لذلك فإن مهمة هذا السفير لن تكون سهلة ووجوده لن يكون مريحاً له.

بقلم: د. فراس الزوبعي