لم تمد إيران أصابعها في الدول التي تنفذت فيها دون مغريات قدمتها، لكن هذه المغريات دائماً تكون رخيصة ولها ثمن فادح، كما فعلت في اليمن سابقاً وتريد اليوم فعله في تونس، فهل تونس بحاجة لأن تذوق ما ذاقه اليمن لتحذر إيران؟!
دخلت إيران إلى اليمن أول ما دخلت عن طريق الصحة والمستشفيات مستغلة الفقر هناك، ثم انتقلت إلى تقديم البعثات الدراسية والتقطت الشباب الصغار وجلبتهم إلى إيران للتعلم في جامعاتها فقدمت لهم ثلاثة أمور، المال والنساء «مقننين بالمتعة» وفقدان رقابة الأهل، وأخذت منهم عقولهم وجعلتهم تابعين لها، وكان ما كان، واليوم تحاول إيران أن تعيد الكرة مع تونس بالمنهج ذاته وبوسائل مقاربة، فقد وقعت اتفاقية وبرنامج تعاون يمتد إلى 3 سنوات يتعلق بإقامة مشاريع استثمارية وتسهيل الحركة السياحية ومساعدة وكالات الأسفار على تصميم برامج سياحية مشتركة، يتألف البرنامج من 11 مادة تتعلق بتنفيذ مشاريع استثمارية وتسهيل الحركة السياحية بين البلدين، وتبادل الخبرات، وإحداث خط جوي مباشر بين تونس وإيران، وعرضت طهران على تونس تدريب الحرفيين التونسيين في مجال صناعة السجاد الإيراني، وقعت هذه الاتفاقية في 11 ديسمبر الحالي في تونس العاصمة وقد وقع نص الاتفاق من الجانب التونسي وزيرة السياحة والصناعات التقليدية ومن الجانب الإيراني مسعود سلطاني نائب رئيس الجمهورية الإيرانية، لتعطي إيران أهمية لهذه الاتفاقية.
تونس تخطط لاستقطاب 10 آلاف سائح إيراني خلال سنة 2016 وتعتبر هذا إنجازاً كبيراً لأن سوق السياحة فيها يعاني الركود، وإيران من جانبها لعبت على هذا الوتر، ولو تم بالفعل تنفيذ هذا الاتفاق كما تريد إيران فإن تونس ستفتح على نفسها أبواباً خطيرة أولها التشيع الذي ستعمل إيران على نشره في تونس، علماً بأن التونسيين لا يعرفون خطورة هذا الأمر الذي تستخدمه إيران أداة لخدمة مشروعها، وكذلك ستضغط إيران على تونس من خلال العامل الاقتصادي، هذا بالإضافة إلى أن موافقة تونس على إرسال متدربين في إيران ليتعلموا صناعة السجاد يعني أنها ترسل بيدها مواطنيها لتعدهم إيران وتدربهم ليتجسسوا عليها ويخربوا بلادهم، وإليكم شاهد ومثال من البحرين فالذين ذهبوا منها إلى إيران للزيارات ولم ترسلهم الحكومة عادوا ليحفروا السراديب والأنفاق في البحرين ويخزنوا الأسلحة ليحرقوا البلد.
المشكلة في تونس أن النخبة فيها منقسمة بين مؤيد لوجود إيران باعتبارها – حسب رأيهم – رمز الممانعة وتقف في وجه مؤامرة كونية وهذا الرأي يسنده الإعلام واللوبيات الإيرانية في تونس، بينما هناك نخب ترى في النفوذ الإيراني خطراً كبيراً، ويبقى الإشكال الكبير في عدم وعي الشارع التونسي بحقيقة المواقف الإيرانية وزيف ادعائها الممانعة، كل ذلك يحصل والحكومة التونسية لا تستطيع مقاومة إغراء المساعدات المالية التي تلوح بها إيران، والحقيقة لا يوجد شيء يستحق أن تقدم الحكومة التونسية تونس بأكملها لإيران وعليها الاعتبار من اليمن ولبنان وسوريا وباقي الدول التي تنفذت فيها إيران بهذه الطريقة.
بقلم: د. فراس الزوبعي