لأجل سعودي أعدموا السعوديين!

أي عاقل يفكر بتجرد وموضوعية ينظر لإعدام الإرهابي المدان نمر النمر على أنه أمر عادي وشأن سعودي داخلي يتعلق بسلوك أحد المواطنين وحكم القضاء السعودي، وهو أمر يتكرر في أغلب دول العالم بشكل طبيعي، إلا من أعمته الطائفية والحقد ينظر بعيون مختلفة. هذه النظرة نجدها اليوم في العراق تصدر من حكومته وميليشياتها المواليتين لإيران، هؤلاء أعمتهم طائفيتهم فبدؤوا يهذرون، رئيس وزرائهم أصدر بياناً ندد فيه بإعدام نمر النمر، ودعا الرياض إلى الابتعاد عن «سياسة تكميم الأفواه وتصفية المناوئين، لكونها لن تجلب إلا المزيد من الدمار والخراب»، وبغض النظر عن تدخله السافر في الشؤون الداخلية لبلد أعاد فتح سفارته للتو مع العراق الذي ابتلي بالاحتلالين الأمريكي والإيراني والعبادي أحد أدوات هذين الاحتلالين، فإن هذا الشخص لا يحق له الحديث أصلاً عن تكميم الأفواه وتصفية الخصوم وحزبه وباقي شركائه في العملية السياسية متهمين بالإبادة الجماعية للعرب السنة، بعدما تسبب هذا الشخص والعصابات السياسية التي ينتمي لها بتهجير أكثر من أربعة ملايين شخص فقط لأنهم عرب سنة، ثم بكل وقاحة وصلافة ينتقد سياسة تكميم الأفواه وتصفية المناوئين، أما الصنف الثاني – ولا أرى اختلافاً بين الاثنين – فهي الميليشيات الشيعية التي أعلن العبادي مراراً أنها تتبع لمكتب رئيس الوزراء وأنه يشكل المظلة القانونية لها، فهذه ادعت أن هناك اتفاقاً خفياً بين العراق والمملكة العربية السعودية قائم على أن السعودية لا تنفذ حكم الإعدام بحق الإرهابي النمر، ومن جانبها الحكومة العراقية لا تعدم المعتقلين السعوديين لديها، فجاء تنفيذ حكم الإعدام ليدل على كذب ادعاءات هذه الميليشيات وأن ليس هناك اتفاقات خفية كما زعموا. فراحت هذه الميليشيات تطالب الحكومة العراقية بتنفيذ أحكام الإعدام ضد السجناء السعوديين في العراق كنوع من الانتقام من السعودية! باختصار إذا كان الإنسان متجرداً سيرى الصورة هكذا: ميليشيات عراقية موالية لإيران تطالب بإعدام مجموعة سعوديين ثأراً لسعودي آخر، فأول سؤال يتبادر إلى الذهن هو، ما شأنكم أنتم؟ لكن الحقيقة ليست كذلك، هؤلاء الشعوبيون تحركهم الدوافع الطائفية وتقف خلف كل المهاترات التي قامت بها الحكومة العراقية وميليشياتها عقب إعدام الإرهابي النمر، وأنهم لا ينظرون لنمر النمر على أنه مواطن سعودي بل هو وإياهم مجرد جنود يقفون بإمرة الولي الفقيه، ما يدل على ذلك أن المطالبين لم يطالبوا بإعدام المعتقلين السعوديين فقط بل طالبوا بإعدام المعتقلين العراقيين من العرب السنة بالإضافة إلى تجديد مطالبتهم بإعدام وزير الدفاع العراقي سلطان هاشم أحمد المعتقل لدى حكومة المنطقة الخضراء، كما إنهم أحرقوا مسجدين لأهل السنة في العراق كانتقام أولي. مهزلة أن تصدر هذه العنتريات غير المحسوبة من أناس رأينا ما يسمونه جيشهم يرفعون أرجل الزوار الإيرانيين ليضعوها على وجوههم ويدلكوها، رضوا لأنفسهم أن يكونوا العبيد والسادة هم الفرس.

بقلم: د. فراس الزوبعي