ما هذا الغلط الفاحش؟!

بمنتصف الثلاثينيات – تقريبا – كان أحد المعلمين ببغداد يدرس طلابه حروف الجر وبعد ما كتبها على السبورة (من – إلى – في – على – عن ….) بدأ يشرح ويطبق على أمثلة للطلبة، وإذا بصوت الدمام (الطبل) يدوي، والهوسة صارت بباب المدرسة! شنو السالفة؟ ماكوشي… عادي هذوله جماعة الشيخلية رايحين لزيارة سلمان الفارسي رضي الله عنه، عددهم أكثر من 200 يمشي وراهم أكثر منهم من الزعاطيط اللي بالمناطق، والشيخلية كانوا متعودين كل سنة يزورون قبر سلمان الفارسي ويطلعون بزفة من الشيخ عبد القادر لسلمان پاك.

 

ترك المعلم الدرس وسكت وانتظر الهرجة هذي تبتعد عن المدرسة لكن بنفس الوقت كان يسمع للهتافات والأناشيد الصادرة من الجماعة ومن بينها انهم كانوا يگولون:

 

(من أبو صالح لبو داود مشينا)

 

وفجأة رمى المعلم الطباشير وترك الصف وطلع من المدرسة ركض ولحگ هذي الهوسة وهو يصيح: (يواش… يواش) ودخل بنصهم ورفع يده وهو يصيح (اش ش ش ش ش ش).

 

فسكت الدمام وسكتت الهوسة وتوجهت انظارهم له، وهم ينتظرون النتيجة ويشوفون هذا شبيه، فگال لهم بلهجة التدريس اللي يخاطب بيها طلابه: (ما هذا الغلط الفاحش؟! لا تقولوا من أبو صالح بل قولوا من أبي صالح!)

 

بعده ما خلص كلامه وإذا بالكفخات تجيه من كل صوب ونتفوا شعر راسه… هو يركض وهم يركضون وراه وما خلصه منهم إلا سياج المدرسة وحارسها اللي قفل الباب بوجههم.

 

هسه لما يجيك واحد ويگول لك ليش علماء العراق وأهل الخبرة تركوا البلد وطلعوا، تذكروا هذي القصة لإن البلد صار له أكثر من 15 سنة والدمام والهوسة بعدها بالشوارع لا هم اللي وصلوا لمكان زيارتهم ولا غوغائيتهم انتهت، والمصيبة الأكبر ما يتركون أحد بحاله حتى لو ما گال لهم (ما هذا الغلط الفاحش) هم من عندهم يشوفون منو ممكن يصحح لهم يروحون ينتفوه.

 

د. فراس محمد