الخواجة حسقيل أبو دگة، مايخانچي – صاحب مشرب – قديم ومشهور ببغداد سابقا، كان ساكن قريب من فضوة التبن – اللي يعرف مكانها اليوم ببغداد يذكرها، وهي غير باب التبن بالكاظمية -، والمسافة بين بيته وبين المايخانة بعيدة، وهو دايما يرجع لبيته بنص الليل بوقت متأخر، وبهذا الوقت ما يطلع غير الشلاتية والشقاوات.
الخواجة حسقيل خوّاف وحتى يؤمن على نفسه من الشلاتية كان يرجع هو وواحد يرافقه ويتعمد هو ويمشي يرفع صوته من يسولف حتى يسمع الناس النايمين على السطوح أو الشلاتية بالشارع، وكان يتكلم بكلام كله كذب ونفخة فارغة، على سبيل المثال، مرة يسولف ويه اللي يرافقه وقال: “بقى شفتوا لجناب الباشا الوالي اليوم أشقال لي؟ قال: المسألة سهلة..” ومن هالكلاوات حتى يسمع الناس أنه واحد من المقربين من الوالي ومحد يتحارش به.
بيوم من أيام سنة 1874 سمعه أحمد حببزبز وهذا أحد أشهر أشقياء وظرفاء بغداد، وكان يفهمها وهي طايرة، فعرف أن حسقيل بس سوالف لا له علاقة بالوالي ولا هو قريب منه، وكل اللي سواه أبو شهاب أنه مر من أمام بيت الخواجة حسقيل بنص الليل ونزع فردة حذائه وشمرها بسطح بيت الخواجة، والصبح راح دگ باب الخواجة، اللي طلع له وقال له تفضل!
أبو شهاب قال له: يابــه… خوجه حسقيل، تره احنا مو يمك، بس البارحة بالليل صارت مصادمة بيني وبين القول – القول أغاسي يعني الرائد وهذي أعلى رتبة ببغداد للشرطة أو ما يعادلها لأن هذه الحادثة قبل تأسيس مراكز الشرطة – وطفرت على السطوح بس من طفرت على سطحكم فلتت فردة حذائي من رجلي ووگعت بسطحكم وما لحگت آخذها، يرحم والديك ما تجيبها لي!
صعد الخوجة وانصدم لما شاف الفردة وتأكد من سالفة أحمد حبزبز، اللي متصادم ويه القول صاحب أقوى مسلحة ببغداد، فنزل الخوجة وسلمه الحذاء وقال له: أفدالك بقى أبو شهاب! ما تشرفنا الليلة دنقوم لك بالخدمة!
بالليل أحمد حبزبز جمع ربعه الحبربش وراح للمايخانة مال خواجة حسقيل وأكلوا وشربوا ببلاش على حساب شمرة الفردة!
كم سالفة وسالفة مشت بالعراق بشمرة الفردة من ذاك اليوم لهذا اليوم!
فراس محمد