حمودي ابن طيوبة بغدادي من أهل گهوة حوري كان جندي بالفرقة 37 البغدادية بالجيش العثماني – الفرقة نقلت إلى القوقاز بداية الحرب العالمية الأولى ومات وأسر أكثر جنودها – وقدر الله لحمودي أن يصير أسير عند الروس، وطواه النسيان بمدينة تومسك الروسية وبقى بالأسر 15 سنة، ورجع لبغداد بتشرين الأول/أكتوبر 1929.
بعد يومين من رجوعه وتحديدا مساء يوم السبت 26/10/1929 طلع حمودي وگعد بالگهوة، طبعا حمودي من رجع لبغداد ما قبل يغير ملابسه اللي تعود يلبسها بمدينة تومسك بالأسر وهي عبارة عن البدلة الافرنجية وقبعة فيدورا، وبينما حمودي يسولف للناس قصص معاناته بالأسر، جا واحد يهودي بغدادي وبيده عريضة مكتوبة باللغة الانگليزية ووقف على راس حمودي وقال له: أفدالك، مستر، ما تقرا لي المكتوب بالانگليزي، شوف لي أش قيقول؟
طبعا حمودي رجل أمي لا يقرا ولا يكتب، فقال لليهودي: آني ما أعرف من الانگليزي أي شي!
اليهودي صار عصبي وجاوب حمودي بحدة وقال له: بقى لويش قه تلبس هاي؟! يعني إذا انت ما تقرا وتكتب ليش تلبس هذي الملابس.
ما أدري أترحم على حمودي اللي يعرف قدر نفسه وما صار مثل حجي راضي وگعد يقرا المكتوب بكيفه، لو أترحم على أيام ذاك اليهودي اللي الناس بيها تنزعج من لبس بعض الناس ويعتبروه خداع.
خطية حمودي طلع بذاك الزمن اللي ما شاف به غير البهذلة، هم أسر وعذاب وهم الناس ما عاملوه بما يستحق، لو طالع بزمننا هم كشخة وهم سجين سياسي.. الله أعلم كان اشصار!
فراس محمد