اللعنة!

البارحة كنت أتابع مسلسل (Damnation) “اللعنة” الأمريكي، مسلسل تدور أحداثه في هولدن بولاية أيوا الأمريكية سنة 1931 خلال فترة الكساد الكبير في أمريكا، والقصة تدور حول شخص غريب عنده ماضي عنيف يظهر بصورة قس أو ينتحل شخصيته، ويحرض المزارعين على الإضراب، ويقول للناس بالإضراب “نجابه النظام السياسي ونقوّض أساساته” – آني مدري وين سامع هاي السالفة سابقا!-

المهم بالموضوع أن أول لقطة بأول حلقة من المسلسل يظهر “شايب” يحمل بندقيته ويصوب باتجاه حضيرة الدجاج ببيته، ومتولي الحضيرة “هي پاط وهي پيط” نتف الحضيرة تنتف بالطلقات.

“القس” سمع الطلقات وجا يتمشى على الشايب، وقال له: خير!

الشايب، قال له: حرامي كل يوم يجي ويبوگ بيض من الحضيرة وآني گاعد أضرب الحرامي المحتمي بالحضيرة، تدري الوضع الاقتصادي صعب والكساد بعد ما يسمح لي أخسر بيض!

القس صار بينه وبين الحضيرة حتى يوقف الرمي وراح فتح باب الحضيرة وشافها متكسرة وقسم من الدجاج ميت وشاف بنية شابة خايفة، قالت له:

آني دخلت حتى آخذ بيضة وحدة وأطلع، القس قال لها: ابقي بمكانك لا تتحركين، وطلع يمشي على الشايب، ودار بينهم هذا الحوار:

ـ القس: انت كسرت الحضيرة وذبحت كم دجاجة حتى لا تخسر كم بيضة؟!

ـ الشايب: مو مهم، الرجل لازم يلتزم بمبادئه!

ـ القس: بس الحرامي طلع بنية صغيرة!

ـ الشايب: مو مهم، ما دام قدرت تدخل وتبوگ إذن تتحمل عواقب فعلتها!

ـ القس: أعوضك بطبقة بيض وحليب وأدخلك للجنة وخليني آخذها وأطلع

وافق الشايب وطلعت البنية مع القس اللي أخذها يوصلها بسيارته لبيتها وبالطريق دار بينهم هذا الحوار:

ـ البنت: شلون انقذتني؟

ـ القس: كذبت على الشايب، المهم تعالي لكنيستنا احنا يوميا نوزع أكل للناس.

ـ البنت: والله أعيش بالغابة ولا أجي يمكم

ـ القس: مو مشكلة لا تجين للكنيسة بس اسمعي مني موعظة

ـ البنت: ما احتاج موعظتك

ـ القس: الموعظة مدفوعة مو ببلاش، ومد يده بجيبه وطلع بيضتين سرقها من حضيرة الشايب لما دخل لها، وأعطاها للبنت

ـ البنت: انت طلعت حرامي مثلي!

ـ القس: تگدرين تقولين آني نقلت البيض من يد الرب اليمنى إلى يده اليسرى! المهم اسمعي مني، ثاني مرة من تروحين لحضيرة الشايب لا تقبلين بالبيض وحده! لكن أخذيه وأخذي الدجاجة وياه، ولا تنسين من تطلعين نتفي شويه ريش من الدجاجة ورشي شويه دم على الأرض حتى يبين الثعلب ماخذ الدجاجة!

ـ البنت ضحكت وقالت له: والله انتوا خوش كنيسة!

ـ القس: لا هذا مبدأ اقتصادي بسيط.

بهذا السيناريو ضاع عمرنا بين الشايب والقس

فراس محمد