أنت سني… إذاً أنت لص إرهابي!

قبل أربعة أيام صدعت رؤوسنا وسائل الإعلام التابعة للحكومة العراقية وأحزابها وجوقة المطبلين والمزمرين، بخبر عد إنجازا للشرطة؛ عندما تقرأ الخبر يخيل إليك أن مجاميع الميليشيات التي شكلت الشرطة تدربت وتطورت حتى أصبحت بقوة شرطة “اسكتلنديارد” الأشهر في العالم، لم لا وقد أحبطت ولأول مرة محاولة سطو مسلح على مصرف الرافدين في “القاسم” جنوب الحلة مركز محافظة بابل، فالخبر يقول “الشرطة العراقية تحبط محاولة للسطو المسلح وسرقة الأموال من مصرف الرافدين، وتقتل أحد المهاجمين وتعتقل الآخر”، ويا فرحة ما تمت، فوسائل التواصل الاجتماعي مرة أخرى تنغص على هذا الإنجاز العظيم وتكشف حقيقته للناس.

عصابة السطو المزعومة لم تكن سوى رجل فقير مهجر من العرب السنة، ظن أن أنه سيجد في الحلة ملاذا آمنا له وولده البالغ من العمر ثمان سنوات فقط، جاء لمصرف الرافدين ليحصل على راتبه التقاعدي، بصحبة طفله هذا فأطلق عليه أحد أفراد الشرطة النار وأرداه قتيلا أمام عيني ولده الصغير، ليس هذا فحسب بل اتهموا ذلك الطفل المسكين بالسرقة والسطو حتى بلغ من الرعب حدا أعجزه عن البكاء والصراخ على والده، فقط رفع يديه للأعلى وعينيه تنظر إلى جثة والده ويقول “ما عندنا فلوس”، والناس متجمهرين حوله يهتفون ويصرخون ويصورون، فهلا تكرم علينا منظري وواضعي المصطلحات ليعرفوا لنا هذه الحالة، وهل يرون ما حدث للأب والطفل إرهابا أم الإرهاب له شكل مختلف؟!

نعود إلى وسائل الإعلام التابعة للحكومة وأحزابها، ناقلة الخبر بصيغة الأولى، ونقول لها أنتم المحرض على القتل والإبادة تحت مختلف الذرائع وأنتم من يعبئ الشارع الشيعي فكريا ويجعلهم مهيئين لقتل العرب السنة بدم بارد في أي لحظة، وقبلكم رجال الدين الذين يدفعون للقتل والإرهاب، ولعلنا لا ننسى حازم الأعرجي عندنا وقف خطيبا بالناس وقال لهم “اقتل كل وهابي، لا تحتاج إلى فتوى الفتوى موجودة، وقال نجيش الجيوش من الشيعة لقتلهم” هذا ما وثق وصور، وما لم يوثق ويصور أكثر وأكبر، ونقول للشيعة انتبهوا فهؤلاء يقودونكم في طريق لا عودة فيه، فهذه دماء، والدماء مهما طال عليها الزمن لا تضيع وتنسى، وهؤلاء أمعنوا في الإجرام حتى حصلت قناعة عند من لا يؤيدهم ويرضى بأعمالهم من الشيعة أنه لابد أن يقبل بهذه الأحزاب وميليشياتها وأعمالها لأن الجرائم التي ارتكبوها بلغت حدا لا يمكن التسامح معه، وعليه القبول بهؤلاء أفضل من تحمل فاتورة أعمالهم.

الواقع في العراق اليوم يقول أن أي عربي سني هو لص إرهابي، معرض لإصدار حكم الإعدام وتنفيذه خلال ثوان من أي فرد أمن يحمل سلاحا وينتمي إلى ميليشيا، وعليه أن يثبت العكس هذا إذا وجد فرصة لذلك، ولتحافظ على حياتك عزيزي العربي السني إليك مجموعة نصائح، لا تقترب من البنوك، لا تقترب من أي شخص مسلح ينتمي لقوة أمنية أو ميليشيا، لا تخرج في الشارع صباحا أو ظهر أو ليلا، الأفضل لك أن تبقى حبيس بيتك، ومع ذلك لا نضمن لك حياتك فهناك مئات الحالات يدخل فيها الجيش والشرطة وميليشياتهم ويقتلوا الناس في بيوتهم والتهمة… الإرهاب.

بقلم: د. فراس الزوبعي